في محاضرة للدكتور رحيل الغرايبة بجمعية الاخوان المسلمين في اربد
المشروع النهضوي الإسلامي يقوم على بناء الإنسان والمجتمع
أكد الدكتور رحيل الغرايبة أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين؛ فهو رحمة للانسان والحيوان والنبات والكون كله.. مشيرا إلى أن دراسة أي جانب من حياته عليه السلام بصفته (القائد الحكيم ورجل الدولة، أو القائد المحارب، والمصلح الاجتماعي، والقاضي العادل، الزوج والأب، والراعي للعدالة وحقوق الانسان والسياسي البارع في العلاقات الدولية.. وكل جوانب الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية) يصلح لبناء نموذج لمشروع نهضوي ينبثق من الإسلام..
وبين الغرايبة في محاضرة بعنوان “الرسول القائد” بجمعية جماعة الإخوان المسلمين في إربد أن المشروع النهضوي يقوم على ركنين أساسيين كسكة القطار الذي يسير على قضيبين متوازيين لا يمكن الاستغناء عن أي منهما، وهذان الركنان هما إعادة بناء الإنسان، وبناء المجتمع على أسس متينة..
وتسائل الغرايبة عن السر في قدرة الرسول عليه الصلاة والسلام على بناء المشروع النهضوي منطلقا من أمة العرب، بالرغم من قدرة امم أخرى كالفرس والروم على تنظيم حياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية أكثر من العرب بكثير.. منوها الى أن اختيار إمة العرب لم يكن عبثا؛ وإنما لحكمة ربانية اتضحت بعض جوانبها بعد تمكن المشروع الإسلامي من قيادة البشرية في مسيرة حضارية متقدمة.
بناء الإنسان
واوضح الغرايبة أن عملية إعادة بناء الإنسان تستدعي إداركه بأنه خليفة الله في الأرض.. فوظيفته هي رعاية كل موجودات الكون وعوالمه المختلفة؛ عوالم البشر والحيوان والنبات وكل مكونات الأرض، والبدء ببناء العقل؛ حيث أن بناء العقل يسبق الايمان، وإذا كان علماء الغرب يتفاخرون بالمنهج العلمي القائم على تشخيص المشكله وجمع المعلومات وتصنيفها ووضع الفرضيات وإيجاد الحلول؛ فإن هذا منهج الرسول القائد صلى الله عليه وسلم في بناء المشروع النهضوي، والله تعالى يقول “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا” وقال ايضا “إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا” ويقول “تعالوا إلى كلمة سواء”، والله يخاطب العقلاء “إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون” فالعقل مقدم في مشروعه النهضوي..
أما الحرية فهي تلك التي تجعل الإنسان قابلا للابتلاء، بمعنى انه مسؤول عن خياره، فهو غير مفطور على الإيمان أو الكفر، وإنما جعل الله له أمانة الاختيار وحريته، وهو مبتلى في ذلك..
دستور الأخلاق
وأفاد الغرايبة بأن دستور الأخلاق في منهح الرسول القائد كان عنوانا بارزا في مشروعه النهضوي، مشيرا إلى أن ألله تعالى عندما مدح رسوله الكريم وصفه بقوله: “وإنك لعلى خلق عظيم” ومن هنا تأتي أهمية المعاملة ثمرة للعبادات.. وذلك إلى جانب البناء الوجداني والتربوي والنفسي، دون اغفال البناء الجسمي والبدني، وقد قال الله تعالى عن الملك طالوت الذي اختاره لبني إسرائيل “إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم” وليس الانسان مسلطا على جسمه، مشيرا إلى أن منهج الرسول القائد كان ياملة في بناء الإنسان..
بنا ء المجتمع
وبين الغرايبة أن إعادة بناء المجتمع في المشروع النهضوي الإسلامي تقوم على عناوين كبيرة أولها: العدالة والمساواة وحقوق الإنسان وثانيها سيادة القانون، مشيرا إلى قول الرسول القائد صلى الله عليه وسلم “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” ودستور المدينة “وثيقةالمدينة” الذي يعطي فكرة شاملة عن بناء ذلك المجتمع، أما المحور الثالث فهو البناء الوطني الشامل؛ بما فيه الأمن الغذائي والمائي والنفسي.. أما المحور الرابع فهو قواعد التكافل الاجتماعي، والخامس هو التعامل مع المال والاقتصاد بما في ذلك العقود التي عني بها الفقه الإسلامي عناية فائقة، وتحريم الربا والمراهنات، حيث قدس الإسلام الملكية، ووازن بين الملكية الفردية والعامة، اما المحور السادس فهو النظام القيمي والأخلاقي مركزا على قيم التسامح والتواضع وصلة الرحم.. والسابع هو الحرص على التفاؤل والأمل، حيث أبقى شعلة الأمل مشتعلة وحرم القنوط واليأس..
وفي نهاية المحاضرة أجاب رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان على اسئلة الحضور وناقشهم في العديد من المسائل المتعلقة بالمشروع النهضوي للرسول القائد عليه الصلاة والسلام..