ثلاثة اشكالات عالقة في موقع ام قيس الاثري شمال الاردن ما زالت عالقة دون اي حلول لليوم حيث يواجه زوار المدينة الأثرية منغصات تفسد جمالية المكان بما يضمه من كنوز أثرية تدفع الاف العائلات والسياح للتمتع بآثاره واطلالته الساحرة والمميزة على بحيرة طبريا والجبال والهضاب.
وبالرغم من معرفة الجهات المسؤولة عن الموقع الاثري بالخلل الحاصل والظاهر للعيان والذي لا يخفى على أحد لا سيما في ظل وجود مخاطبات رسمية بالإشكالات التي تقلق راحة الزوار والسياح الا ان ذلك يحصل وسط غياب أصحاب القرار .
الاشكالية الأولى تبدأ بمجرد الوصول الى الموقع التاريخي الاثري في ساحات الاصطفاف الرئيسية لمركبات الزوار التي تتحول الى مكان للتشحيط والتفحيط وعلى مرأى من الجميع فالمشهد لا يسر احدا ويشكل خطرا على مرتادي الموقع والعائلات والأطفال .
الحادثة التي وقعت قبل أيام بارتطام احد الخيول بطفل وسقوطه أرضا والتي تتواجد داخل الموقع الاثري بالقرب من اطلالة بحيرة طبريا فتح الباب على مصراعيه حول الية عملها بشكل مخالف فسير الخيول بين العائلات والاطفال يشكل مصدر قلق لزائر ويعد تواجد تلك الخيول بشكل عشوائي عرضة لأذى الزوار.
وعلى مقربة من اطلالة بحيرة طبريا تشكل حفرتين مكشوفتين ومخصصات للتنقيبات الأثرية لجامعة اليرموك خطر على الزوار والأطفال حيث يتفاجأ مرتادوا الموقع بتواجدهما دون اي حماية لها او ارشادات تحذيرية .
وقال مدير مكتب اثار ام قيس موسى ملكاوي ” للدستور” ان الحفر الموجودة بالقرب من اطلالة بحيرة طبريا تتبع لجامعة اليرموك ومخصصة لغايات تدريب الطلبة على التنقيبات الاثرية وعام 2019 جرى اكتشاف النفق المائي وكانت تتواجد اشارات تحذيرية عليها ومؤمنة بحماية بواسطة الأخشاب لكن تم ازالة الآرمات الموجودة عليها لوجود اخطاء علمية بالكتابة مبينا انه سيتم تأمين هذه الحفر بوسائل السلامة العامة والارشادات اللازمة لتحذير الزوار منها وسيتم تغطيتها بشكل مناسب .
وزاد انه يمنع دخول الخيول للموقع الاثري ولا يوجد أي تصاريح رسمية لهم تخولهم بالعمل داخل المكان وتم توجيه كتب رسمية لأكثر من مرة للشرطة السياحية الموجودة بالموقع وللأجهزة الامنية كون تواجدها يعتبر مخالف ويشكل خطرا على الزوار موضحا ان مسالة حماية السياح والعائلات في الموقع تقع على عاتق الشرطة السياحية وواجبهم التعامل مع الخلل الحاصل .
واضاف ان الموقع الأثري مراقب بعشرات الكاميرات التابعة للشرطة السياحية ومسالة وجود سيارات تقوم بالتشحيط والتفحيط في ساحات المدخل الرئيسي للموقع هي من صلب مهام الشرطة السياحية ويجب ضبط المخالفين واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم بالتنسيق مع الشرطة والمتصرفية منوها الى ان مكتب الاثار وجه كتب رسمية بخصوص ذلك للشرطة السياحية لكن لم يحصل أي تحرك أو معالجة لذلك .
وأوضح ملكاوي ان مسؤولية الاثار تنحصر بالترميم والصيانة داخل الموقع والمحافظة على الاثار وانه لا يوجد للآثار حراس سوى داخل الموقع مؤكدا ان مشكلة التفحيط والخيول موجودة ويعاني منها الجميع وبحاجة لحل جذري.
وقال مشرف مركز الزوار بالموقع التابع لوزارة السياحة الدكتور حازم كنعان انه تم توجيه عدة كتب رسمية للشرطة السياحية باعتبارها ضابطة عدلية حول مشكلة الخيول والتفحيط لكن لم تتخذ اي اجراءات بخصوص ذلك.
وأضاف انه توجد 37 كاميرا مراقبة منتشرة في أرجاء الموقع الاثري وتتبع للشرطة السياحية ويتم رصد المخالفات والتجاوزات الحاصلة بالمكان فالشرطة السياحية مسؤولة عن ضبط أي تجاوزات او اخلال بالنظام داخل الموقع الا انه لا تتخذ اي اجراءات بحق المخالفين وهو أمر يؤدي لتفاقم المشاكل الحاصلة مشددا على وجوب وضرورة حل هذه الامور من أجل حماية العائلات وزوار الموقع .
ونوه الدكتور كنعان الى انه لا يوجد تعاون جاد للقائمين على الموقع الاثري وانه يجب على كل الجهات المشرفة على الموقع من اثار وسياحة وشرطة سياحية التعاون بشكل مشترك لحل هذه المعضلات اضافة لوجود دور ايضا للجهات الامنية والحاكمية ادارية في ذلك.
وقال مسؤول في الشرطة السياحية “للدستور” انه سيصار متابعة جميع الملاحظات المتعلقة بالخيول وعمليات التفحيط بالموقع الاثري للعمل على حلها .