دعت منظمة الصحة العالمية إلى الوقف الفوري للعنف المسلح في غربي دارفور في السودان، الذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين ومقتل اثنين من العاملين في الرعاية الصحية، وعن هجمات على مرفقين صحيين في الأيام الستة الماضية وحدها.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري: “نشعر بقلق بالغ إزاء أنباء تصاعد العنف في محلية كرينك وغيرها من المناطق في غربي دارفور، وتضم المنظمة صوتها إلى صوت الممثل الخاص للأمين العام وسائر الوكالات الإنسانية والشركاء في الدعوة إلى الإنهاء الفوري لهذه الهجمات الوحشية العبثية على المدنيين والعاملين في الرعاية الصحية والمرافق الصحية”.
وطالبت المنظمة، وفق بيان صادر عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الخميس، جميع أطراف الصراع في السودان بمراعاة سلامة وحياد العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية.
وحثت جميع الأطراف على احترام القيم الأساسية المتمثلة في الرحمة والاحترام والثقة والتضامن، في شهر رمضان المبارك وبعده.
وأضاف المنظري: “أن العاملين في الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية المنقذة لأرواح المدنيين المصابين مُنهَكون بالفعل، وينبغي ألَّا يكونوا عرضة للترويع أو الهجوم”. وفي ظل تزايد الاحتياجات الماسة إلى رعاية الإصابات الشديدة في شتى أنحاء السودان، وتراجع عدد الجهات الفاعلة الدولية في مجال العمل الإنساني القادرة على العمل على أرض الواقع بسبب مخاوف متعلقة بالسلامة والأمن، فإن المدنيين الأبرياء هم الذين يتحملون العبء الأكبر الناجم عن زيادة صعوبة الحصول على الرعاية الصحية”.
هذا وتواصل المنظمة العمل مع وزارة الصحة الاتحادية في السودان والوكالات الشريكة، لضمان استمرار عمل المستشفيات وغيرها من المرافق الصحية، سيَّما في غرب دارفور، وذلك من خلال تدريب العاملين في الرعاية الصحية وقادة المجتمعات المحلية على رعاية الإصابات الشديدة وتقديم الإسعافات الأولية، وإيصال أدوات الاستجابة السريعة التي تحتوي على الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، وتوفير سيارات إسعاف لضمان إسعاف المصابين ونقلهم إلى المرافق الصحية.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية، كانت قد فعَّلت نظامَ ترصُّد الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية والعاملين الصحيين في السودان والإبلاغ عنها، وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن 55 هجوما على الرعاية الصحية، الأمر الذي أسفر عن 10 وفيات و45 إصابة.
وتعرِف المنظمة الهجمات التي تتعرض لها الرعاية الصحية، بأنها أي عمل من أعمال العنف اللفظي أو البدني أو العرقلة أو التهديد باستخدام العنف، التي تحول دون إتاحة الخدمات الصحية العلاجية أو الوقائية أو الحصول عليها أو تقديمها.
وتتراوح هذه الهجمات بين العنف البدني والتهديدات النفسية والترهيب، وصولا إلى استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين والمرضى والإمدادات والمستودعات.