قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، “ان عقد منظمة التعاون الإسلامي لقمتها الاستثنائية، هو حدث سياسي دولي أكد تعاضد العالم الاسلامي أجمع من اجل حقنا الأبدي في القدس، حيث شكلّ الانعقاد حالة ردة فعل من قبل العالم الإسلامي لتعزيز التأكيد على رفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل سفارتها إليها”.
وأشار الوزير المومني خلال لقائه الدوري ببرنامج أخبار وحوار الذي يبثه التلفزيون الأردني بالتزامن مع إذاعته ومواقع التواصل الاجتماعي لهما، صباح كل يوم خميس، إلى الجهود الدبلوماسية والسياسية والاعلامية الأردنية الذي إستبقت عقد القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول أمس الأربعاء.
وأضاف أنه في الفترة التي رافقها الحديث عن احتمالية إعلان ترامب لقراره، كان الخطاب الأردني الذي قاده جلالة الملك، الأكثر تقدما ً وشجاعة ً ووضوحا ً للتنبيه من تداعيات وخطورة هذا القرار الذي يعتبر خرقا ً للشرعية الدولية.
وزاد المومني ان فترة الإعلان عن القرار، كان الأردن في طليعة الدول التي واجهت ذلك بحزم، حيث دعا الأردن لإجتماع مجلس الجامعة العربية وهو ما كان يوم السبت الماضي، ثم تلا ذلك، تنسيق وتوحيد الجهود مع زعماء الدول العربية والاسلامي ومع تركيا بصفتها رئيسا ً لمنظمة التعاون الإسلامي، بالدعوة لعقد القمة الاستثنائية في اسطنبول.
وأشار إلى أن الأردن كان في طليعة الدول العربية والاسلامية التي شاركت في قمة منظمة التعاون الاسلامي الاستثنائية، لإعتبارات في مقدمتها وصاية جلالة الملك التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وباعتباره رئيسا ً للقمة العربية في دورتها الحالية.
واستطرد أن جلالة الملك وفي إطار تعزيز التنسيق العربي على مستوى الزعماء، قد التقى في الرياض عقد قمة التعاون الاسلامي، بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعدد من زعماء العالم الاسلامي.
إلى ذلك، أوضح الوزير المومني، أن الولايات المتحدة الأميركية بالتأكيد ترصد ردات الفعل الدولي إزاء القرار، حيث باتت الولايات المتحدة الاميركية منعزلة جراء قرارها الذي أجمع العالم بشرقه وغربه على أنه خرق للشرعية الدولية وباطل قانونا ً.
وفي معرض رده على سؤال لبرنامج اخبار وحوار حول التنسيق الأردني الفلسطيني لإتخاذ خطوات قادمة لمواجهة تداعيات قرار الولايات المتحدة غير الشرعي، بيّن الوزير المومني، أن التنسيق مستمر ودائم وهناك أفكار يتم الحديث بشانها والتباحث حولها ودراستها، بهدف إحداث التأثير الدولي المناسب لمواجهة تداعيات القرار.
واضاف قائلا ً إن القيادة الفلسطينية التي آمنت بالسلام ووقّعت العديد من الاتفاقيات وتحملّت الإعباء والكُلف السياسية من أجل المضي قدما في عملية السلام، قد تلقت طعنة من الولايات المتحدة الاميركية بسبب إعلان ترامب لقراره غير الشرعي، الذي أضرّ بعملية السلام بالمنطقة.
الى ذلك، نبّه الوزير المومني إلى أن الأردن كان وما يزال يحذر من استغلال قوى التطرف والغلو لحالة عدم الاستقرار بالمنطقة، مشيرا ً في الوقت نفسه إلى أن هذه القوى تنظر ُ إلى القرار، على أنه أداة يعزز ُ خطابها المتطرف ويساعدها في تجنيد ِ أتباع ٍ لها لتنفيذ مآربها، مستغلة ً حالة تأجيج ِ مشاعر الغضب وقيامها بالإعتياش ِ على هذا القرار لزيادة حالة عدم الاستقرار بالمنطقة.
وبشأن التصريحات الاسرائيلية المتداولة من أن الاخيرة الوحيدة التي تضمنُ حرية العبادة في القدس، أوضح الوزير المومني أن التصريحات الإسرائيلية في هذا الشأن معارضة لأبسط حقائق التاريخ مضيفا أن حرية العبادة في القدس كانت لقرون ٍ مضت، مصانة لأتباع الديانات السماوية كافة.
وزاد بأن الدين الاسلامي الحنيف هو دين التسامح الذي مكّن جميع أتباع الديانات السماوية لممارسة شعائرهم وطقوسها الدينية في القدس، مُذكرا ً الوزير بالعهدة العُمرية التي أمنّت الناس على ارواحهم ومكنّتهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية تامة.
وتعليقا ً على سؤال ٍ لبرنامج اخبار وحوار، حول الخيارات الاردنية المطروحة للتعامل مع قرار للغرفة الابتدائية في المحكمة الجنائية بإحالة الأردن الى مجلس الأمن الدولي على خلفية ما يقال بأنه لم يتعاون بتنفيذ أمر اعتقال الرئيس السوداني، اوضح المومني أن الأردن سيتعامل مع الموقف ضمن الأطر القانونية المرعية.
وأشار المومني في الإطار، بأن الأردن كان قدم مطالعة قانونية مُحكمة صاغتها لجنة خبراء حكوميين قانونيين بشأن استقبال الأردن للرئيس السوداني البشير إبان زيارة الأخير للاردن للمشاركة في أعمال القمة العربية التي ترأسها واستضافها الاردن مطلع العام الجاري.
واضاف أن الموقف الاردني قد استند الى ميثاق الجامعة العربية والقانون الدولي الذي منح حصانة لرؤساء الدول، مشددا ً على أن الموقف الاردني قد اتسق مع القوانين المصادق عليها دوليا ً.
وردا على سؤال لبرنامج اخبار وحوار حول تغطية المؤسسات الاعلامية المحلية للوقفة الاردنية ضد القرار، أشاد المومني بجهد المؤسسات الاعلامية الوطنية الاردنية على الأداء الرفيع والمتميز في التغطية الاعلامية الشاملة للوقفة الاردنية الرافضة لقرار الولايات المتحدة الامريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل سفارتها إليها.
واضاف أن جهد هذه المؤسسات قد تعدى مرحلة التغطية الإخبارية، وكانت منبرا ً عبّر من خلاله الخبراء والمثقفين عن آرائهم، مضيفا ً أن حجم العمل كان هائلا ً لإدامة التغطية الاعلامية من خلال الاستديو المفتوح وعلى فترات التغطية الاعلامية.
وختم الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني بالاشارة الى الوصف الذي اطلقه جلالة الملك على الوقفة الاردنية، وقفة العز والكبرياء بقول جلالته إنها نبض الأمة.