وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يصادقان على تعريف الدمج والتنوّع في التعليم على أنه التزام راسخ للحق في التعليم للجميع.
تم عقد اجتماع طاولة مُستديرة رفيعة المستوى حول الدّمج والتنوّع في التعليم في المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مرعد رعد بن زيد، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومعالي وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس، وذلك لمناقشة عملية تنمية القدرات نحو مزيد من الدّمج والتنوّع في التعليم، وعرض لنتائجها التي حققّت حتى الآن، والخطط المستقبلية. كما حضر الاجتماع الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور مهند العزّة، والأمين العام للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة، والأمين العام للشؤون الإدارية والمالية بوزارة التربية والتعليم، الدكتورة نجوى قبيلات، بالإضافة إلى التعاون الدولي الألماني واليونسكو.
قال صاحب السمو الملكي الأمير مرعد في كلمته الافتتاحية “إن نظام التعليم في الأردن هو الذي يحتاج إلى التغيير ليكون قابلًا للتكيف مع الأطفال، وليس العكس. إذا لم نوفّر التعليم بشكل صحيح، فلن نحقّق أي شيء بشكل صحيح”، وأكّد وزير التربية والتعليم على أن التعليم الدّامج يمثل أولوية بالنسبة للوزارة وعنصرًا رئيسيًا في الخطة الوطنية لقطاع التعليم (الخطة الإستراتيجية للتعليم لوزارة التّربية والتّعليم) (2018-2025). وقال: “يجب أن يكون جميع الأطفال قادرين على المشاركة في التعليم بغض النظر عن إعاقاتهم، وتعمل الوزارة على تطوير جميع الجوانب لدعمهم، سواء كان ذلك في تحسين البنية التحتية للمدارس، تدريب المعلمين، تطوير المناهج الدراسية، وغير ذلك.”
وناقش الاجتماع الطاولة المستديرة رفيعة المستوى النتائج والتوصيات الرئيسية من تقييم احتياجات القدرات المؤسسية حول الدّمج والتنوّع في التعليم في الأردن والذي تم إجراؤه في عام 2021 من قبل اليونسكو تحت مبادة التعاون الدولي الألماني “تعزيز جودة التعليم الدّامج في الأردن” بتكليف من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية والذي حدّد الثغرات والتحديات الرئيسية في النظام، بالإضافة إلى نقاط القوة والقدرات الحالية لدعم خارطة الطريق نحو الدّمج والتنوّع في التعليم. كما وتم تقديم خارطة طريق نحو تنميةِ القدُراتِ لتعزيزِ النّظام الدّمجُ والتّنوّعُ في التّعليمِ في المملكة الأردنية الهاشمية بإيجاز التي ستوجِّه تنفيذ الاستراتيجية العشرية للتعليم الدامج والخطة التنفيذية للسنوات الثلاث القادمة للتعليم الدامج بالتوافق مع الخطة الإستراتيجية للتعليم وذلك إلى جانب أمثلة من الخطوات والإجراءات المحددة في خارطة الطريق.
من ناحية أخرى، تم مناقشة تعريف الدّمج والتنوّع في الأردن الذي تم التعبير عنه من خلال المشاورات التشاركية والواسعة التي عُقدت مع أصحاب المصلحة والشركاء على مدار العام الماضي، بالإضافة إلى مجموعات الأطفال الأكثر عرضة للإقصاء من التعليم ومن داخل نظامه في الأردن.
هنأت ممثلة اليونسكو في الأردن، السيدة مين جيونغ كيم، وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على التوصل إلى تعريف مشترك واعتراف بالفئات الأكثر عرضة للإقصاء من الأطفال بطريقة استشارية وثاقبة. وشددت على أن هذا يخلق فرصة مهمة لوزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لحشد أصحاب المصلحة والشركاء حول خارطة طريق تنمية القدرات حتى يعملوا معًا لتحقيق هدف مشترك. كما سلطت الضوء على أن الأردن لديه القدرة على أن يصبح نموذجًا يحتذى به للدول الأخرى التي تسعى جاهدة للحصول على أنظمة تعليمية أكثر شمولاً. أمّا مديرة التعاون الدولي الألماني في الأردن، السيدة إليزابيث جيرباخ، أشادت أيضًا بجميع الجهود التي بذلتها الحكومة الأردنية منذ إطلاق الاستراتيجية العشرية للتعليم الدامج، وذكرت أن الوكالة الألمانية ستواصل دعم تعزيز نظام التعليم في البلاد إلى جانب القطاعات الأخرى.
اختتمت الجلسة باعتماد وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لتعريف الدّمج والتنوّع في التعليم في الأردن، وكذلك مجموعات الأطفال الأكثر عرضة للإقصاء من التعليم ومن داخل نظامه في الأردن . كما تعهدوا كإجراء متابعة عقد حوار سياسي رفيع المستوى مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة والشركاء في مجال التعليم في الأردن للخروج بإعلان الأردن بشأن الدّمج والتنوع في التعليم بحيث يتحرك هذا النهج بشكل جماعي نحو المزيد من الدّمج والتنوّع في التعليم على جميع المستويات، مما يضمن أن تنوّع القدرات والخلفيات الموجودة بين الأطفال تنعكس أيضًا في المدارس في جميع أنحاء الأردن.
وفي ختام الجلسة، أعرب معالي وزير التربية والتعليم، الدكتور وجيه عويس، عن التزام الوزارة بالمضي قدماً في أجندة التعليم الدّامج، مؤكداً أن تغيير اتجاهات المجتمع أمر لا بد منه. وأشار صاحب السمو الملكي الأمير مرعد رعد زيد الحسين إلى أن الأردن قد قطع شوطاً طويلاً بالفعل، وفي حين أن التحديات المتبقية كبيرة، إلا أننا سنمضي قدمًا بموقف إيجابي وتصميم. وصرح قائلاً: “لقد رأيت اليوم تخطيطًا دقيقاً، وإذا كانت هذه هي الطريقة التي نعمل بها، فأنا متأكد من أننا نستطيع تحسين نظامنا وسنشهد تحسينات في الأعوام القادمة”.