الأربعينية هنادي تنجح في تأسيس أول مزرعة لتربية الأسماك في الأزرق
نجحت الاربعينية هنادي عكيلي التي لها من الابناء 6، من تأسيس أول مزرعة لتربية الاسماك في الازرق الجنوبي، مما ميزها بالريادة في مجال مجتمع صغير ومحافظ.
وتسرد هنادي قصة نجاحها قائلة: “بعد تقاعد زوجي ساءت الأوضاع المالية ولم يعد راتبه التقاعدي كافياً لتغطية نفقاتنا مما جعلنا نضطر إلى تقسيط بعض مشترياتنا أحياناً، لذلك قررنا البحث عن مصدر دخل آخر من خلال استثمار قطعة أرض نملكها وتصلها الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء, فاقترحت على زوجي أن أقوم بإنشاء مشروع تربية أسماك لمعرفتي أن أهالي الأزرق عادةً يذهبون إلى عمان لشراء الأسماك من هناك. “
وتتابع هنادي قصتها: “قمت بعمل دراسة جدوى وتحضير الأرض لتنفيذ المشروع، كنت قلقة في البداية كون الفكرة جديدة ولم يكن لدي خبرة في تربية الأسماك، اخترت ثلاثة أنواع من الأسماك وبحثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعلم كيفية تربيتها.
وكنت أذهب لشراء الأعلاف من محافظة أخرى، في أول مرة وبعد شهر كامل من متابعة أسماكي ورؤيتها تكبر وبدأت أفرح بها استيقظت يوماً ولم أجد شيئاً في الأحواض أدركت أن أسماكي سرقت وأن الطيور أكلت بعضها، وذلك لأن الأحواض كانت مكشوفة.
وحزنت كثيرا وأخذت أفرغ الأحواض من الماء وأنا أشعر بيأس شديد إلا أنني لاحظت أن قاع الأحواض مليء ببيض السمك فعدت أملؤها من جديد والأمل يتجدد في داخلي، بعدها بدأت بحماية الأحواض بتغطيتها وخلال عام واحد استطعت انتاج عشرات الكيلوات من الأسماك ثم قمت بعمل إعلانات في كل مكان لبيعها، إلا أنني واجهت مشكلة في التسويق وأخرى في فصل حساب المشروع عن حسابي الشخصي، فقد كنت أصرف على المنزل من دخل المشروع قبل أن أقتطع ثمن الأعلاف وأجور العمال والكهرباء وغيرها فينتهي بي المطاف أن أصرف من راتب زوجي التقاعدي لتغطية التكلفة والنفقات”.
تضيف هنادي بحماس: “لذلك عندما اتصلوا بي من مشروع (مدد) الذي يُديره مركز تطوير الأعمال BDC في محافظة الأزرق شاركت في البرنامج دون تردد، لتطوير مهارات التسويق والمبيعات وإدارة الأمور المالية لدي ليتسنى لي إدارة مشروعي بالشكل الصحيح، وفعلاً بعد مشاركتي (بمدد) قمت بعمل حملات ترويجية زادت من المبيعات وبدأت أدير الأمور المالية بصورة أفضل مما جعل مشروعي يبدأ بتحقيق أرباح لم أكن أتوقعها، وأضفت أفكارا جديدة لعملي مثل التوصيل للمنازل، وتنظيف الأسماك لإرسالها جاهزة للزبائن، وصرت أستخدم طرائق تغليف جديدة أيضا”.
وتستطرد هنادي بفخر: “وهكذا أكون نجحت في تأسيس أول مزرعة لتربية الأسماك في الأزرق، والأجمل من ذلك أن هذا النجاح والتميز حصل على يد امرأة من المجتمع المحلي وليس على يد رجل أو مستثمر من خارج المنطقة، بالطبع لم أكن لأصل لكل هذا لولا دعم عائلتي وزوجي ولكن كلي فخر أنني تميزت في هذا المجال في مجتمعي الصغير المحافظ”.
وعن المستقبل تقول: “أصبح طموحي يكبر شيئاً فشيئاً وأنا أفكر الآن في إنشاء مطعم للأسماك في منطقة الأزرق الجنوبي لخدمة المجتمع المحلي والقطاع السياحي ، أفكر في أن يكون هذا المطعم يتميز بجلسة عربية داخل بيت من الشعر حتى يشعر السائح باندماجه في التراث الأردني الأصيل، كما أنصح نساء المنطقة جميعاً بأن يبدأن بتطوير معرفتهن وأن يسعين وراء طموحهن مهما كان كبيراً لأنني أرغب في توظيف عدد منهن في مشروعي في المستقبل انطلاقاً من شعوري المتزايد بمسؤوليتي المجتمعية”.
مشروع “تعزيز الوصول الى الحماية والمشاركة والخدمات للنساء اللاجئات والمجتمعات المضيفة في الأردن “.
هذا المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الاقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية “صندوق مدد”، وبتنفيذ الائتلاف الذي تقوده المبادرة النسوية الأورومتوسطيةEFI .