ترتبط “عائلة نفاع” إرتباطا وثيقا برياضة التنس الأردنية؛ منذ سنوات طويلة؛ حيث إنخرط كافة أفراد الأسرة في ممارسة هذه الرياضة الرشيقة؛ كلاعبين ولاعبات في صفوف المنتخبات الوطنية للجنسين؛ ثم العمل في المجالين الأداري والتدريبي على مستوى اتحاد اللعبة وأندية “تنسية” في مراحل ما بعد الإعتزال.
برزت “عائلة نفاع” بحضورها اللافت في ميادين رياضة التنس، وحققوا جملة إنجازات نوعية على مستوى التنافس الفني، ولاحقا على المستوى التدريبي والعمل الإداري.
شكل الوالدان (جمال نفاع وهدى الور نفاع) الجيل الأول الذي شق طريق (الحرير) أمام أفراد العائلة صوب رياضة التنس؛ فيما شكلت الشقيقتان رندة وناديا نفاع الجيل الثاني؛ وجاء بعد ذلك النجم خالد نفاع ليكمل المشوار و(رابطا) بين الجيلين الثاني والثالث في شجرة (العائلة التنسية). واخيرا وفي الجيل الثالث أكملت (ٱخر العنقود) دينا نفاع مشوار العائلة في ملاعب التنس.
فرسان العائلة
- جمال نفاع (الوالد)، بدأ مسيرته مع رياضة التنس في ولاية كاليفورنيا أثناء دراسته الجامعية في الولايات المتحدة، حيث كان إختياره رياضة التنس، وبعد عودته إلى عمان في العام 1997، واظب على ممارسة التنس على ملاعب مدينة الحسين للشباب.
وعن البدايات يقول نفاع: “أواخر عقد السبعينيات، كنت أصطحب زوجتي هدى الور إلى ملاعب التنس بنادي مدينة الحسين، وكلانا كان شغوفا في لعبة التنس، وبدأت اللعبة بالإنتشار بفضل دعم الملكة نور الرئيسة الفخرية لإتحاد التنس - هدى نفاع (الوالدة) تحدثت عن مسيرتها قائلة: “بدأ طريقنا في مجال لعبة التنس أواخر السبعينيات، وكانت السنوات الأولى تحفل بالتعليم الذاتي أو عن طريق مدربين، وفي ظل حرص دائم على متابعة كل جديد في عالم التنس، من خلال قراءة الكتب والمجلات الدولية المتعلقة باللعبة، خاصة تلك التي يصدرها الاتحاد الدولي للتنس والتي كانت تصلني شهريا”.
وتابعت نفاع، التي كانت لاعبة مميزة في صفوف منتخب السيدات للكرة الطائرة ما بين عامي 1965- 1973، وكذلك لاعبة مميزة في أول منتخب أردني للسيدات بكرة اليد، وأول حكم سيدة بالكرة الطائرة، حديثها بالقول: ” سرعان ما تميزت في لعبة التنس، كوني أعشق المنافسة الرياضية، إلى جانب حرصي على تلقي الدروس لتطوير مهاراتي، وبالتالي نقلها في مراحل لاحقة إلى أولادي، وأصبحت مصنفة كلاعبة أولى على مستوى الأردن لفئة السيدات ما بين عامي 1982- 1987، وشاركت مع المنتخب الوطني في البطولة العربية التي أقيمت في عمان عام 1986″.
وفي مضمار التنس، حصلت هدى نفاع على شهادة في التدريب للمرحلة الأولى للمبتدئين من الاتحاد الدولي للتنس عام 1984، وشاركت في دورة تدريبية للصغار في بريطانيا عام 1986، وعلى شهادة دولية في تدريب المبتدئين سنة 1988 من المعهد الوطني لتدريب التنس بالولايات المتحدة، وشاركت في دورة تدريبية للمرحلة الثانية في لبنان عام 1989.
وتملك نفاع خبرة تزيد عن 15 سنة في مجالي الإدارة والتدريب، من خلال عضويتها لإتحاد التنس لدورتين الأولى 1988، والثانية 1992 (مسؤولة اللجنة الفنية)، وكانت عضوا مؤسسا ومشرفا على روابط تنس للناشئين تحت مظلة اتحاد التنس.
وكانت نفاع، أول سيدة تمثل اتحاد التنس الأردني للتنس برئاسة الفريق الأردني الذي شارك في العراق 1990، وفي مصر 1991، وفي سوريا 1992.
وترأست نفاع لجنة التنس في النادي الأرثوذكسي، وبادرت الى أقامة عدد كبير من نشاطات وبطولات تنسية على مختلف المستويات، ومنها بطولة المدارس، وتتقوم حاليا في مساعدة نجلها (خالد نفاع) في إدارة شؤون أكاديمية عمان للتنس. - رندة نفاع (الأبنة الكبرى): بدأت مسيرتها مع اللعبة من خلال مشاركتها في دورة تدريبية عام 1991، وفي العام التالي فازت رندة ببطولة الأردن للناشئات، ومع تطورها فنيا حصدت رندة لقب بطولة السيدات عامي 1993 و1994، وبعد ذلك توجت إلى لبنان للدراسة الجامعية حيث فازت لقب بطولة الجامعة الأمريكية (AUB) في بيروت، وعقب عودتها الى عمان وسعيها للإنضمام الى صفوف منتخب السيدات مجددا، لكن المفاجأة كانت بقرار إستبعادها عن المنتخب من قبل الإتحاد، وذلك بذريعة الإعتماد على لاعبات صغار السن، رغم أن رندة كانت آنذلك في سن 22 وفي ذروة مستواها الفني ولياقتها البدنية.
رندة التي تعمل متطوعة في مجال خدمة نساء الأردن، أورثت حب التنس إلى إبنها (طلال شطارة) أحد أبرز لاعبي فئة 12 سنة حاليا. - ناديا نفاع: بدأت ممارسة رياضة التنس بدعم والديها، ومتأثرة بشقيقتها الأكبر (رندة)، وسرعان ما بدأت رحلة المشاركة في البطولات المحلية لفئة الناشئات.
- خالد نفاع: هو أحد أبرز نجوم المنتخب الوطني للتنس في المملكة خلال عقد التسعينيات، وبدأ مشواره مع اللعبة مبكراً من خلال انضمامه لمنتخب الناشئين في عام 1986 ودخل التصنيف الدولي للاعبين عام 2000؛ وهو أول لاعب أردني احترف لعبة التنس منذ العام 2000، بعد دراسته في الولايات المتحدة، وتقلد شارة كابتن المنتخب الوطني سنوات عدة، وأدار أكاديمية في الولايات المتحدة لتعليم الناشئين.
ومن أبرز إنجازاته المحلية الفوز ببطولة الناشئين تحت 18 سنة عام 1994؛ ولقب بطولة الأردن للكبار عامي 1995_1996، وشارك ضمن صفوف المنتخب الوطني في تصفيات كأس ديفيز كأصغر لاعب (15 عاماً) عام 1995 في دبي، وشارك كذلك في نفس البطولة ولكن عام 1997 في دبي أيضا، وكان كابتن الفريق الذي شارك في كأس ديفيز الذي أقيمت في بروناي عام 1998، وفاز بالمركز الأول لمسابقة الزوجي في بطولة الكليات الجامعية ( جنوب كاليفورنيا)، وفاز المركز الثاني في مسابقة الفردي.
درس الكابتن نفاع في سان دييجو بالولايات المتحدة؛ وكان أحد لاعبي فريقها التنس الذي تم تصنيفه ضمن الفئة الأولى بين الجامعات في الولايات المتحدة؛ وبعد عودته إلى عمان قام بتأسيس أكاديمية عمان للتنس عام 2014؛ والتي توسعت مؤخرا بفتح فروع لها في مدينة الحسين للشباب والنادي الأرثوذكسي ونادي ديونز والمدرسة الأمريكية. - دينا نفاع (الأبنة الصغرى): بدأت دينا مسيرة بروزها كلاعبة موهوبة في العام 1994؛ وكانت في سن العاشرة عندما شاركت في بطولتي الناشئات في مصر وسوريا؛ وفي العام 1996 حققت المركز الثالث في بطولة غرب ٱسيا للناشئات في لبنان؛ وفي سن الثالثة عشرة فازت دينا بلقب بطولة الاردن لفئة 18سنة؛ قبل أن تفرض نفسها كلاعبة مصنفة أولى على المملكة؛ عندما فازت بلقب بطولة السيدات عامي 1997- 1998؛ وشاركت في العديد من البطولات الدولية في مصر ولبنان وسوريا وتونس.
ونالت دينا مع زميلتها السويسرية الجنسية الأردنية الأصل (دينا الدجاني) المركز الثالث في البطولة العربية؛ وفي العام 2000 في بطولة دولية للسيدات في اليابان؛ قبل أن تلتحق عام 2001 في دورة تدريبية في فلوريدا بالولايات المتحدة؛ ونالت مع فريق مدرستها لقب بطولة ولاية يونا الأمريكية.