خلال ندوة حول منطقة حلاوة
عجلون – يسرى أبوعنيز
طالب متحدثون خلال ندوة أقيمت يوم أمس برعاية مدير ثقافة عجلون سامر فريحات والتي جاءت تحت عنوان” حلاوة بين الأمس واليوم ” بضرورة وضع منطقة حلاوة على الخارطة السياحية لأهميتها التاريخية،ووجود شلالات زقيق والرشراش ،ومنطقة كركمة في المنطقة،إضافة لموقع المنطقة.
وقال رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الباحث الدكتور أحمد جبر الشريدة أن لمنطقة حلاوة من إسمها نصيب وذلك لجمال المنطقة،وموقعها،مبينا أن معظم الأسماء الموجودة في بلاد الشام هي أسماء سريانية تنتهي بالألف الممدودة و المقصورة ومنطقة حلاوة منها حيث تكتب (حلاوا)وكذلك مناطق دوقرا،حبكا،ملكا،خرجا،حريما،
أوصرا،وهناك أسماء تبدأ بكلمة الدير مثل دير الصمادية في عجلون ،ودير يوسف في اربد،ودير الليات في جرش،وهناك أسماء تبدأ بكلمة بيت مثل بيت راس،وكلمات تبدأ بكفر مثل كفرنجه في عجلون ،وكفر عوان،كفر راكب،كفر أبيل في اربد،وقديما كان يُطلق على هذه المناطق اسم عجلون.
وأضاف الدكتور الشريدة أن تاريخ منطقة حلاوة يرتبط بوادي اليابس الذي يفصل بين محافظتي عجلون واربد،وعندما مر الملك عبدالله الأول من الوادي أطلق عليه اسم وادي الريان ،والذي يبدأ من عرجان،راسون،ويبدأ من عين التنور،موضحًا أن هذه المنطقة(عجلون) أنجبت أشهر عالمة تصوف في العالم وهي عائشة الباعونية كما أن منطقتنا تزخر بالعلماء ولكن هذا الأمر ليس معروفا لدى الناس.
كما تحدث عن العز بن عبد السلام الكفر الماوي العجلوني (قاهر الملوك) والفقيه والمحدث في الدارين الشامية والمصرية،والذي لا يعرفه الكثير من الناس،ولكن خلال هذه الفترة
تم اطلاق إسمه وإسم عائشه الباعونية على العديد من المرافق،مطالبا بوضع كتاب عن هذه الشخصيات المهمة لتعريف الأجيال بهم .
وبين الباحث الشريدة أهمية منطقة حلاوة بدليل وجود قطع الفسيفساء في منطقة زقيق،والإكتشافات في زقيق لدليل على الحضارة التي كانت سائدة في المنطقة ،وكذلك وجود الشلالات في منطقتي الرشراش وزقيق اضافة لوجود منطقة كركمة التراثية ،مطالبا بوضع المنطقة على الخارطة السياحية ،والمسار السياحي سواء على مستوى المملكة ،أو المحافظة،وضرورة الإهتمام بها،مبينا بأن شلالات الرشراش ورغم ارتفاعها فإنها ليست الأعلى في المملكة ،ولكن يوجد شلالات أخرى أعلى وهي شلالات حمارا والقريب من البحر الميت .
وبين الدكتور الشريدة أنه لا بد لأي موقع سياحي من وجود مرافق عامة لخدمة الزوار، وشبكة طرق ،ولكن الطرق في زقيق سيئة رغم وجود الماء العنصر الجاذب للسياح ،ولا يوجد طريق لشلالات الرشراش،إضافة إلى أن شلالات الرشراش مخفية وغير ظاهرة للزوار،رغم أنها تجذب حتى وان كانت سيرا على الأقدام.
مدير ثقافة عجلون الأستاذ سامر فريحات من جانبه قال لا بد من عمل مثلث ذهبي بين محافظتي عجلون واربد ،ولابد من توفر البنية التحتية المناسبة للزائر من منتزهات ،ومرافق عامة،مبينا أننا وحتى الآن لا نملك المهارات لإدارة الطبيعة رغم وجود عناصر الجذب السياحي على مدار العام وخاصة في منطقة حلاوة رغم وجود الماء في منطقتي الرشراش وزقيق،كما أن البعدين الأثري و السياحي في حلاوه جميل جدا مما يتطلب الإهتمام به أكثر والسعي لإيحاد مشاريع سياحية حتى وإن كانت صغيرة.
وطالب مدير ثقافة عجلون بضرورة استغلال الطبيعة ،غير أننا لا نملك المهارات لإدارة الطبيعة الخلابة في هذه المنطقة ،كما أن ثقافتنا المعاصرة تبتعد كليا عن مثل هذا الأمر وتتجه للوظيفة.
عضو اللامركزية في منطقة حلاوة رحمة الزغول طالبت بضرورة الإسراع باجراءات التنظيم للمنطقة ولابد أن يكون هذا الأمر دون المشاورة لأصحاب الأراضي لأن الهدف هنا عام،وهو الأهم لخدمة المجتمع والمنطقة،وليس لمصلحة خاصة وجميع هذه الأمور تصب في مصلحة السياحة في حلاوة وبخاصة طريق زقيق.
وبينت أنه في حال تم تنفيذ الطرق فإن هذا الأمر سيسهم في إقامة المشاريع السياحية ،والمتنزهات،والمطاعم،واحياء المنطقة،الأمر الذي سيوجد فرص عمل لأهالي المنطقة ،وسيوفر خدمات للزوار.
رئيس بلدية الشفا زهر الدين العرود تحدث من جانبه عن مخططات البلدية ومشاريعها في فتح الطرق ،والتنظيم لمناطق حلاوة،وخاصة وادي زقيق الذي يُعتبر خاصرة ورئة لمنطقة حلاوة لتنشيط السياحة الى شلالات زقيق،علما بأن الطريق الحالي متهالك ومليء بالحفر،ولا يصلح للسير عليه،ولم تتم أية أعمال صيانة له،ونحن نعمل حاليا على الإسراع في تنفيذ هذا الطريق الحيوي ،حيث تمت المخاطبات مع الجهات ذات العلاقة وذلك لخدمة زوار المنطقة ،وأصحاب الأراضي في منطقة زقيق.
وبين العرود أنه تم البدء بتنفيذ طريق يربط منطقة كركمة وحلاوه بمناطق الأغوار مما سيخفف على سكان المنطقة ويسهم في انعاش المنطقة في فصلي الربيع والشتاء حيث يرتادها الزوار من مختلف أنحاء المملكة ،والدول المجاورة،كما سيتم فتح طريق من كفر أبيل لإقامة منتزه سياحي في حلاوة.
وأشار إلى أن البلدية تسعى لتطوير حوض زقيق، ومنطقة حلاوة بشكل عام ،وهناك مشروع استثماري في منطقة الشف وسيتم انشاؤه لخدمة جميع مناطق البلدية(حلاوه،الهاشمية،
والوهادنة)،متوقعا أن يكون هناك مسارا سياحيا بعد فتح طريق زقيق ،وكركمه،يبدأ من كركمه،مرورا بزقيق،مطالبا بضرورة تسويق وترويج المنطقة سياحيا ،وتسليط الضوء على مواقعها لوجود شلالات زقيق،والرشراش.
رئيسة جمعية حياتنا أجمل الثقافية كوكب نجادات تحدثت حول ظاهرة تعاني منها مدارسنا وهي ظاهرة التسرب من المدارس ،والتي باتت تقلق أهالي الطلبة،وتتسبب بالإزعاج للسكان نتيجة لعدم انتظام الطلبة في المدارس ،خاصة ما بعد الكورونا والحظر حيث أن التسرب لدى الطلبة الذكور أكثر منه لدى الإناث.
وأشارت نجادات إلى أن للفقر والبطالة لدى عدد كبير من السكان الدور أيضا في هذه الظاهرة ،الأمر الذي يدفع بعضهم لترك المدرسة والعمل للحصول على المال ،وأحيانا يكون السبب أسلوب الترهيب لدى البعض من المعلمين وعدم ترغيبهم بالدراسة،مبينة ان هناك اهمال واضح لدى الطلبة في المدارس الأمر الذي أوجد حالة من الخمول وعدم الرغبة بالدراسة عند الطلبة.
وفي نهاية الندوة التي عقدت في قاعة بلدية حلاوة وأدارتها الزميلة يسرى أبوعنيز أوضحت أنه ونظرا لغياب ثقافة النظافة لدى شريحة كبيرة في المجتمع
الدور في عدم الحفاظ على نظافة المرافق السياحية والأثرية وأماكن التنزه،سواء في منطقة حلاوة أو غيرها من المناطق،داعية الى ضرورة وتثقيف المجتمع بهذا الأمر.
كما طالبت باستغلال المواقع السياحية في منطقة حلاوة وليس في الرشراش وزقيق فحسب،فهناك مناطق كثيرة ومن ضمنها كركمة ،وكذلك وجود الغابات، و المطلات التي تصلح لإقامة مرافق سياحية ،وأماكن للتنزه والأكواخ الخشبية ،وذلك لما تتمتع به المنطقة من مناخ مناسب للسياحة الصيفية ،والشتوية.