كتب : تحسين أحمد التل
انتشرت مؤخراً شهادات تحمل عناوين كثيرة، مرعبة، لحملة (الدكتوراة الفخرية، أو التقديرية)، وللاطلاع على الموضوع من كل جوانبه، تجولت بين هذه الشهادات فوجدتها لا تساوي بقيمتها ثمن الحبر المخطوط، وأصحابها أو أولئك الممنوحة لهم؛ تعليمهم متواضع جداً، ربما لا يتعدى السادس ابتدائي…؟
هذا أولاً، ثانياً: انتشرت الجمعيات التي تحمل أسماء متعددة، مثل: جامعة بلاد الرافدين الإلكترونية، أو جمعية مبادرة السلام والثقافة، أو أكاديمية السلام والإنسانية، أو منظمة السلام والثقافة والإنسانية، أو جمعية سفراء السلام.
عشرات الجمعيات التي حملت أسماء وألقاب متعددة هدفها ابتزاز الناس بحجة منحهم شهادات؛ دكتوراة فخرية، أو لقب سفير السلام الدولي.
تحصل الجمعية على مبلغ رمزي (250 – 100) دولار، وربما أقل من ذلك بكثير، مقابل منح الموهوم بحب الألقاب، لقباً لا يغني ولا يسمن، ويبدأ وقتها بالتعريف عن نفسه بأنه دكتور حامل لشهادة الدكتوراة الفخرية، وليس مهماً أن يعرف الناس مصدر هذه الشهادة، مع أن هذا الفعل مخالف للقانون.
معروف أن شهادات الدكتوراة تُمنح بعد دراسة لعدة سنوات، وتُقدم الأطروحة بعد الإشراف عليها من قبل أحد أساتذة الجامعات المعترف بها، ويتم مناقشتها من قبل عدد من الأساتذة، وبعد ساعات من النقاش، والتفصيل، والأسئلة، والردود؛ يمكن أن تمنح اللجنة المشكلة لمناقشة الأطروحة؛ الطالب اللقب من المرة الأولى، أو بعد التعديل.
شهادة الدكتوراة الفخرية، تمنحها إحدى الجامعات الرسمية أو الخاصة، للأشخاص الذين دعموا، أو قدموا خدمات تعليمية، أو مالية، أو أكاديمية جليلة، لإحدى الجامعات، ويطلق عليها باللغة الإنجليزية (honorary doctorate)، أي؛ الدكتوراة الشرفية أو الفخرية، لكن غير معترف بها للتدريس على أساس أنها شهادة دكتوراة رسمية، إنما هي مجرد لقب لا أكثر ولا أقل، مع أنها صادرة عن جامعة معترف بها من قبل التعليم العالي.
أما حكاية سفراء السلام، حقيقةً لا أدري ما المقصود بالسلام، هل قامت منظمة الأمم المتحدة، أو وزارة خارجية بمنح لقب سفير فخري، أو شرفي لأحدهم.
كلنا نعرف أن هناك سفراء سلام، منحتهم الأمم المتحدة هذا اللقب لأنهم من المشاهير، إذ يمكنهم أن يخدموا الإنسانية، أو الطفولة، أو المرأة في مناطق النزاع المختلفة على سطح كوكب الأرض.
هناك أيضاً، لقب قنصل فخري، تمنحه الدولة جواز سفر دبلوماسي، ويعمل ضمن مكتب مسؤول عن تقديم خدمات اقتصادية، أو تجارية تستفيد منها الجهة المانحة لرتبة قنصل فخري، وما دون ذلك يعتبر عبث، وتزييف، ونصب واحتيال على المواطن الأردني أو العربي لأنه غير قانوني بالمطلق.
عندما تتصل بي جهة ما، وتعرض علي شهادة الدكتوراة مقابل (250) دولار، وعندما رفضت قالوا لي، نمنحك الشهادة دون أن تدفع شيئاً، مقابل أن تقنع جامعتك باعتماد شهاداتنا على أنها قانونية، قلت لهم هذا لن يكون أبداً مهما كانت المغريات، وأقفلت الباب بوجوههم.
أنا أحذر الجميع من هذا العبث والتطاول على جامعاتنا، ومؤسساتنا الرسمية، لأن كلمة دكتور، أو سفير تحتاج الى سنوات من التعب والجهد، والعمل الرسمي في وزارة الخارجية، ومؤسساتنا الأكاديمية.
ملاحظة: فيما يتعلق بكتابة كلمة (دكتوراه)، وأيهما أصوب لغوياً.
أكد مجمع اللغة العربية الأردني على أن الأصح أن تُكتب: دكتوراة بالتاء المربوطة وليس بالهاء المبنية على السكون… قرار صدر بتاريخ: (19- 3 – 2022).
خطأ شائع وقع فيه العديد من الكتاب، وأنا شخصياً كنت أكتبها بالهاء المبنية على السكون، وعلى هذا فأنا أعتذر عن كتابتها في مقالاتي السابقة على هذا النحو.