شهر كامل يتلخّص في عشر ليال، فلا تتركها ترحل قبل أن تكون من المعتقين، ولا تبرح حتى تستغلها حق استغلالها، اللهم اجعلنا ممن شهدها فأداها كما تحب وعلى الوجه الذي ترتضيه.
في العشر الأواخر الزم المسجد، وتحرى ليلة القدر، فهي ليلة تحمل الصفاء والنقاء، يقوم بها الصادقون من الناس بالبكاء والرجاء، طلبًا للرحمة والمغفرة، فلا تفوّتها أخي المؤمن.
في العشر الأواخر ليلة لو عرفت قدرها لنزلت ساجدًا فلا ترفع رأسك من مقام السجود حتى يغفر لك، وكسائر العرفاء بالله والعباد الصالحين فاقتدِ بهم ولا تضيع هذه الأيام.
أيام مباركة، العشر الأواخر من رمضان، اجعلها العشر الأوائل ببداية جديدة، وقلب نقي خالٍ من الغل والحسد والمشاعر السلبية، اجعلها البداية التي طالما انتظرتها، والله يضاعف لمن يشاء.
اللهم في العشر الأواخر اشمل أحبتي برحمتك فقد مضت ليالي الرحمة وليالي المغفرة وها هن عشر ليال للعتق من النار على وشك الوصول فاللهم اجعلنا ممن عتقتهم فيهن.
ها قد أظلتنا العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ونفحاتها قد هبت علينا وتنادينا راجية منا البر والتقوى والوفاء والإجتهاد فيها، والرجاء من الله بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
هذه الأيام المباركة التي طالما انتظرناها، والتي فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فاللهم اجعلنا ممن شهدها فأدّاها حق أدائها.
هيا إخوتي فالنبدأ عزمًا جديدًا، وقوة وجلدا، ورغبة جامحة في رحاب هذه الأيام الأواخر من شهر رمضان، فاستنهضوا ما في نفوسكم من تَوق للجنة، ورغبة في المغفرة، وقوموا لله جميعًا.
جعل الله في قلوبكم نورا وفضلا كبيرا من هذه الأيام الأواخر، فقد آذن الصوم بالرحيل عنا، فشمروا عن سواعدكم، وهبّوا إلى الله تجدونه غفارًا رحيمًا.
اطلب ما فاتك باغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان، ففيها تنزل الملائكة بالقرآن والأنوار والبر على قلب خير خلق الله رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبه بشر المؤمنين بجنات عرضها السماوات والأرض.
إن ما يميز العشر الأواخر هو وجود ليلة القدر فيهن، فاجعلها مرادك بقيام الليل وصيام النهار، اجعلها أياما مباركات بكثرة الذكر والتهجد والاعتكاف فيهن.
يقول العلماء أن ليلة القدر تكتب فيها مصائر الناس من حياة وموت ورزق وفقر، فاجعلها بصفاء نيتك وجميل عملك خير الليالي، ليكتب لك فيها من الأقدار أجملها ومن المصائر خيرها.
هلّت نفحات أيام الخير والبركة، فهيا نستعد لها بالصلوات والدعوات والاعتكاف والتفرّغ إلى العبادة والكف عن الانشغال بالحياة الدنيا وزينتها.
أيها الحائر الحزين، الذي تبكي على ما فوّت من أيام رمضان المباركة، قد لاحت فرصتك في الأفق، واقتربت العشر الأواخر، فعوض بها عن ما قد فاتك، واجعل الله يراك في مكان يسره منك.
هيا بنا نستعد بالوضوء والنية الصافية، وقيام الليل لرب العالمين، نسعى للمغفرة من الذنوب، وندعوا لمن قد فاته رمضان من أحبتنا وقضا قبل أن يبلغه.
جاءت هبّات من الرحمة من أرحم الراحمين، تذكرنا بأن الفرصة لم تضع بعد، وأن الوقت لم يفت لتوبة نصوحة، وأن الخير ما زال وفيرًا ينتظر منك أن تأخذ نصيبك منه وهو العشر الأواخر من رمضان.
العشر الأواخر من رمضان أيام مباركة، تتفتّح فيها القلوب طلبًا للرحمة، ورغبة إلى المولى جل وعلى، وبحثًا عن الراحة والسكينة بعد ذنوب ثقيلة أرهقتنا.
اللهم اجعلنا ممن بلغ العشر الأواخر، وقام ليلة القدر التي جعلتها خيرًا من ألف شهر، وشرّفنا بالفوز الكبير في رضوانك يا رحيم، وأعنا بها على القيام.
اللهم في أيامك العشر الأخيرة من شهرك الفضيل، اجعلنا ممن أعتقتهم من النار وابعدتهم عن الحرام وممن أدركوها فأدوها كما تريد وتحب.
اللهم إن الذنوب قد أثقلتنا فبلغني العشر الأواخر وارزقني فيها جنتك وباعد بيني وبين النيران وافتح لي أبواب الرحمة والغفران برحمتك يا أرحمن الراحمين.
احرص على الإكثار من الصدقات في رمضان بشكل عام وفي العشر الأواخر منه بشكل خاص، حيث يحثنا العلماء على ذلك لأن الأجر مضاعف في هذه الأيام المباركات.
أكثر من تلاوة القرآن ودرسه وتدارسه، حيث إن الملائكة كانت تأتي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من ليالي رمضان لتدارسه القرآن.
أكثر من الدعاء، ففي هذه الأيام العشر المباركات ليلة تقبل فيها الدعوات ويضاعف بها الأجر، بل وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتجنب الفضول والاكثار من الكلام تفرغًا للدعاء والابتهال لله عز وجل، فهكذا تقتدي بخير الخلق.
حرص النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أن يميز العشر الأواخر من شهر رمضان، فأخبرنا أنها خير أيام الشهر، وأنها عتق من النار، ويقوم بها بما لا يقوم به ببقاي أيام رمضان، من إحياء لياليها وإيقاظ أهله وحثهم على إقامتها.
ورد الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف في الليالي العشر الأخيرة من رمضان، وبهذا أصبحت سنة مؤكدة فلا تضيعها واكتسب فضلها