محمية عجلون معلم سياحي وبيئي
عجلون – عند اتجاهك بسيارتك نحو طريق عمان-جرش القديمة تطالعك يافطة (عجلون وجرش). ومن هناك تتوجه نحو عجلون، وفي اتباعك اليافطات ستقودك لمحمية عجلون، والتي تقع حول امتداد وادي عين زوبيا في قرية أم الينابيع.
تعتبر محمية عجلون، التي تقع على ارتفاع 1240 م، مشروع سياحي بيئي . يعرف هذا النوع من السياحة بتلك التي تأخذ في عين الاعتبار المحافظة على بيئة المكان وإظهار جمالياتها للسائح.
ولدى وصولك للمحمية التي تبلغ مساحتها 13 كم مربعا، تدخل من بوابة رئيسية قبل سلوكك طريقا قصيرة تظلله الأشجار، تقودك لمركز الزوار. وهو عبارة عن مبنى حجري يحتوي على قاعة استقبال وقاعة تدريب وصالة للعرض وأخرى للعمل ومطعم ودورات للمياه. وتحتوي المحمية على مطعم يطل على مناظر خلابة بالإضافة إلى مركز للبحوث ومركز لإنتاج الحرف اليدوية المستوحاة من بيئة عجلون الطبيعية.
قبل الدخول إلى المحمية التي تم إنشاؤها عام 1988، ضمن برنامج المحافظة على الغزلان المهددة بالنقراض. ومحمية عجلون، هي إحدى سبع محميات طبيعية في الأردن ،تضم ضانا والموجب والأزرق والشومري ووادي رم ودبين، والمحمية تضم أكثر من 200 نوع من النباتات والكائنات الحية بالإضافة إلى 30 نبتة طبيعية و40 نوعا من الطيور وغيرها من الكائنات التي تقطن المحمية. كما تتناثر في المحمية أشجار البلوط والصنوبر والتوت البري والفراولة.
توفر المحمية فرصة نادرة للاستفادة من مواقع التخييم والأماكن المخصصة لرياضة المشي ومشاهدة الطيور والخضرة. فيجد الزائر موقعا للتخييم فيه “شاليهات” مبنية من الخشب الطبيعي ومغطاة بالقماش. ويتسع كل شاليه لأربعة أشخاص (مزود بأربعة أسرة) وشرفة مطلة على الضفة الغربية وسوريا. تبلغ كلفة الاقامة 14 دينارا للشخص الواحد لليلة الواحدة للأردنيين، و20 دينارا لغير الأردنيين. وتنخفض الأسعار كلما زاد عدد الأشخاص في الشاليه الواحد ليصل إلى 9 دنانير للشخص الواحد في حال تواجد أربعة أشخاص في الشاليه. تتضمن 10% ضريبة لدعم الهيئة الملكية لحماية الطبيعة RSCN وتخضع لضريبة الحكومة، كما يوجد خصم بمقدار 20% لأعضاء الجمعية الملكية لحماية الطبيعة. ويتم استقبال الزوار بعد الساعة الثالثة بعد الظهر والمغادرة Check out قبل الساعة 12 ظهراً.
وللمحمية طريقان، الأول Roe deer trail ، يبلغ طوله كيلومترين وهو موقع رائع الجمال، يستغرق السير عليه حوالي الساعة والنصف. ويبدأ الطريق من موقع التخييم لينتهي على قمة التلة المطلة على المحمية. وتنتشر الورود البرية التي تزين طرفي الطريق، وتزيد من جماله وخاصة في فصل الربيع. وعند العودة عليك المرور بالقرب من منطقة مسيجة مخصصة لزيادة نسل الغزلان Roe Deer .
أما الطريق الثاني Rock Trail ، ويبلغ الحد الأقصى لعدد الأشخاص للجولة 25 شخصا، فيبلغ طوله ثمانية كيلومترات وتكثر فيه المنحدرات والمنعطفات الحادة التي تستلزم لياقة بدنية عالية داخل وخارج المحمية. وتحيط بهذه الطريق والتي تعبر بين القرى وأشجار الزيتون، المطلة على الضفة الغربية وسوريا. وما يزيد من جمال الموقع وجود اعداد كثيرة من الحيوانات بالإضافة إلى الغزلان .
وللمحمية أهمية كبرى في حماية النباتات البرية والحيوانات والكائنات النادرة. ويستطيع الزوار الاستفادة من المواقع المخصصة للتمتع بمشاهدة أنواع الطيور المختلفة. وقد أعلنت المنظمة العالمية التي تعمل على المحافظة على طيور العالم Bird Life International المنطقة كموقع مهم للطيور.
وللمحمية دور اخر هو التعريف بتاريخ عجلون الحضاري الطويل. ويشهد على ذلك وجود العديد من المواقع الأثرية المتناثرة في القرى والغابات المجاورة. ومن اشهر تلك المواقع قلعة” الربض” التي بنيت في عهد صلاح الدين الأيوبي عام 1184 ميلادي . بالإضافة إلى ذلك، تكثر البيوت والاصطبلات التي تعود إلى مئات السنين، عدا عن وجود آثار لمستوطنات وبقايا لكنيسة تعود إلى العهد البيزنطي في قرية زوبيا. ومن المعالم الموجودة أيضا في منطقة عجلون مسجد زيداني (عمره 600 سنة) في قرية طوبنا وصالة meeting hall والتي يعود تاريخ بنائها للعام 1750 ميلادي. كذلك مبنى “العلي شريدة” بيت حاكم المنطقة والذي كان أول بناء ذو طابقين في المنطقة. ويعمل بعض أهالي القرى يعملون بالزراعة، وتشتهر عجلون بأشجار الزيتون ومنتجاتها. وتبلغ معدل درجات الحرارة في فصل الصيف بين 15-27 درجة مئوية وفي الشتاء بين 3-10 درجة مئوية.
ويأتي هذا المشروع الذي استغرق تنفيذه 18 شهراً، واكتمل في كانون الأول 2003، كنوع على أهمية عجلون السياحية والبيئية والجغرافية والإنسانية والحضارية وابراز أهمية المحافظة على الغابات في الأردن خصوصاً وان الثروة الشجرية التي لا تتعدى 0.9% من المساحة الكلية للأردن. وهناك فكرة من قبل مؤسسة نهر الأردن لاعتماد منطقة عجلون للزراعة العضوية من خلال استخدام أنظمة إدارة الإنتاج الآمنة للمحاصيل النباتية والمنتجات الحيوانية والاستعاضة عن المواد الكيميائية والصناعية.
ويوفر مشروع المحمية السياحي الذي نفذ بالتعاون مع مؤسسة نهر الأردن فرص عمل لأهالي منطقة عجلون. كما يعمل على تنمية المنطقة والحفاظ عليها بيئياً وتاريخياً وثقافياً وسياحياً بمساعدة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وبدعم من الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والحكومة اليابانية. ويأتي ذلك التعاون من اجل الاستفادة من الميزة التنافسية التي تتمتع بها المنطقة وتوفير فرص عمل وتنشيطها سياحياً. [/highlight]