رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، افتتاح فعاليات مؤتمر كلية التربية الرابع عشر بعنوان “التربية والتنمية المستدامة: الريادة والابتكار”.
وقال مساد إن انعقاد هذا المؤتمر النوعي والهام، يأتي كخطوة جادة لربط العلم والمعرفة بقضايا التنمية، وذلك ايمانا من الجامعة، وإخلاصا لرسالتها التي كرستها لخدمة أبنائها، وتحقيق ما يصبون إليه من تطلعات مستقبلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما وان التنمية تلبي احتياجات الحاضر، وتهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني نحو الرفاه والاستقرار والتطور، وأما الاستدامة فتطرح نموذجا للتفكير حول المستقبل في عصر اقتصاد المعرفة، والرقمنة والثورة الصناعية الرابعة وعصر استثمار الطاقات الإنسانية من أجل تحقيق رفاه الإنسان وكرامته في الحاضر والمستقبل.
وتابع: إن تنظيم هذا المؤتمر قد جاء نتاجا للإيمان بأهمية دور التربية والتعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ حيث يمثل التعليم هدفا في حد ذاته ووسيلة لبلوغ أهداف التنمية، أما التربية فهي صناعة الحياة التي نعيش فيها؛ وتنميتها فيما نفعله جميعا في محاولة لتحسينها.
وأكد مسّاد أن جامعة اليرموك دأبت على الدوام إلى تفعيل كل ما ينهض بالعملية التعليمية والعلمية والبحثية، فهذا المؤتمر يطرح مجموعة من الموضوعات والقضايا الجادة التي تأخذ في الاعتبار العلاقات القائمة بين الموارد والتربية والتنمية، في إطار الحديث عن سياسات التعليم في العصر الرقمي، واستراتيجيات التدريس الإبداعية، وتطبيقات الذكاء الصناعي في التعليم والتعلم، ومهارات التفكير الريادي والإبداعي والمواطنة العالمية إلى جانب الاهتمام بالإدارة وتكنولوجيا الأداء البشري، والصحة النفسية، والتعليم الدامج والتصميم الشامل من أجل التعلم.
وشدد على ضرورة ربط التعليم بالتنمية وبناء الإنسان، وإدراج مبادئ الاستدامة في النظام التربوي، وتوفير بيئات تعليم وتعلم تفاعلية مرتكزة على الدارسين مما يتطلب الانتقال من النهج القائم على التعليم إلى النهج القائم على التعلم، لتغدو جامعاتنا ومعاهدنا مصانع للعقول المبدعة، والأيدي الماهرة.
وقال مساد إن هذا اللقاء العلمي بما يحمله من عناوين مهمة وما يتضمنه من أوراق عمل وأبحاث قيمة لهو لقاء الريادة والابتكار، داعيا إلى أن يقدم المؤتمر نقاشات وتحليلات موضوعية رصينة تسهم في دمج التربية والتعليم من أجل التنمية المستدامة في الخطط والبرامج التي تطرحها الجامعات، متمنيا على صناع القرار اتخاذ الخطوات والإجراءات التي تسهم في جعل مبادئ التنمية المستدامة وتبنيها أمرا جوهريا في صلب العملية التعليمية، وقيام الجامعات بدور رائد في ميادين التنمية، وتوظيف التقدم التكنولوجي والذكاء الصناعي من أجل الصالح العام في إطار الربط العملي بين العلوم والسياسات والتعليم، والأساليب التربوية الرامية إلى تنمية الكفاءات الضرورية لتحقيق الاستدامة وتمكين الشباب وبناء المستقبل.
من جانبه ألقى رئيس المؤتمر، عميد كلية التربية الدكتور نواف شطناوي كلمة قال فيها إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في خضم مرحلة التعافي
من اثار جائحة المت بالعالم كله، والقت بضلالها على كافة القطاعات التربوية والاقتصادية، وشكلت تحديات كثيرة في مختلف الجوانب الحياتية، لافتا إلى أنه وفي الوقت نفسه أصبحت هذه التحديات فرصا للريادة والابتكار في الجوانب التربوية، حيث فرضت هذه الظروف على المعنين في القطاع التربوي انماطا جديدة من التعليم استدعت استراتيجيات ومحتوى تعليميا مختلفا، والانتقال من التعليم الى التعلم.
وتابع: أنه وفي ظل هذه المتغيرات لم تعد الشهادة والمعرفة التخصصية وحدها الطريق الى سوق العمل، بل ما يمتلكه الخريج من المهارات الحياتية كمهارات التواصل والتفكير والريادة والابتكار واللغات الحديثة والقيادة في ظل منافسة محلية ودولية، كما أصبحت المشروعات الصغيرة والخاصة مجالا رحبا في هذا الإطار، الأمر الذي يحتم على الجامعات ان تواكب هذه المتغيرات من خلال التكيف في خططها وبرامجها واستراتيجيات التدريس بما يحقق ذلك.
وقال شطناوي إن انعقاد هذا المؤتمر يوفر فرصة للمشاركين من مختلف الاقطار العربية لتدارس هذه المتغيرات للوصول الى أفضل التوصيات التي تحقق التنمية المستدامة لمجتمعاتنا العربية.
وبدورها ألقت الدكتورة أسماء الحسين من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في المملكة العربية السعودية كلمة باسم المشاركين شكرت من خلالها كلية التربية في جامعة اليرموك لإتاحتها الفرصة للتربويين المشاركين في فعاليات المؤتمر للقاء وتدارس واقع ومستقبل التعليم والتعليم العالي في بلداننا العربية، متمنية أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تسهم في رفع سوية التعليم العام والجامعي في بلداننا العربية لما سيتيحه هذا المؤتمر للمشاركين من فرصة لتبادل الخبرات في هذا المجال.
وقالت الحسين إن جائحة كورونا قد ألقت بظلالها على واقع التعليم في بلداننا العربية مما يفرض على التربويين إعادة النظر في مهارات الخريجين التي يتطلبها سوق العمل، والمناهج التربوية التقليدية، والانتقال الى عالم التعلم والتعليم الإلكتروني بكل ما يتضمنه من محتوى ووسائل وطرائق تدريس.
وحضر فعاليات الافتتاح نائبا رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش، والدكتور رياض المومني، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية، وجمع من طلبة الجامعة.
ويشارك في فعاليات المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام ويعقد وجاهيا وعبر تقنية الاتصال المرئي، باحثون من مختلف الجامعات الأردنية والجامعات العربية، حيث سيناقش في جلساته 60 ورقة علمية.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر عقد أربع جلسات عمل، نوقشت خلالها موضوعات “معوقات التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا ” Covid-19″ في الجامعات الأردنية الرسمية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس”، و” صعوبات تدريس مناهج العلوم المطورة في الأردن أثناء جائحة كورونا وحلولها من وجهة نظر المعلمين”، و” منظور معلمي العلوم فيما يتعلق باستخدام المنصات الإلكترونية التعليمية في تدريس علوم الصف الثامن أثناء جائحة فيروس كورونا”، و”آثار تطبيق معايير جودة التعلم الإلكتروني على أداء المعلمين خلال COVID- 19″ ، و”الكفاءة الذاتية المدركة لدى أمهات الطلبة ذوي الإعاقة في سلطنة عُمان في ظل جائحة كورونا”، و”فعالية تقنية إبطال الحساسية وإعادة المعالجة عبر حركة العينين (EMDR) في خفض اضطراب الاكتئاب الجسيم لدى اللاجئين السوريين، و “فاعلية برنامج علاجي قائم على نظرية بيك لتحسين سمات الشخصية لدى عينة من النساء المعنفات”، و”درجة ممارسة الإثراء الوظيفي وعلاقته بالإبداع التنظيمي لدى مديري المدارس الأساسية الحكومية في محافظة العاصمة عمان من وجهة نظر مساعدي المديرين”، و”تصور مقترح لتفعيل القيادة الإلكترونية في المؤسسات التربوية في العصر الرقمي”، و”درجة توفر كفايات إدارة الأزمات لدى مديري مدارس لواء قصبة إربد من وجهة نظر المعلمين”، و”درجة تطبيق الإدارة الرقمية لدى مديري المدارس في محافظة عجلون وعلاقتها بالأداء الإداري”، و”دور عمليات إدارة المعرفة في دعم الإدارة الجامعية بالعصر الرقمي”.