“البحوث الزراعية”: البكتيريا هي المسبب الرئيس لالتهاب الضرع عند الأبقار
البقعة – قالت دراسة أعدها المركز الوطني للبحوث الزراعية إن البكتيريا هي المسبب الرئيس لالتهاب الضرع عند الأبقار، وأهمها بكتيريا المكورات العنقودية والعقدية والبكتيريا القولونية.
وأضافت الدراسة، التي أعدتها الباحثة في صحة الحيوان بالمركز الدكتورة هبة الحوراني، أن من أهم أنواع البكتيريا القولونية، بكتيريا الاي كولاي (الايشيريشيا القولونية)، التي توجد بشكل متعايش في أمعاء الإنسان وأمعاء الحيوانات ذوات الدم الحار.
وأوضحت أنه يوجد أشكال عديدة لـ”الاي كولاي”، بعضها ممرض، مشيرة إلى أن تلوث البيئة بروث الأبقار هو السبب الرئيس لدخول “الاي كولاي” عبر قناة الحلمة، ومن ثم دخول الضرع مسببة بالتهابه.
إلى ذلك، أكدت الحوراني أن التهاب الضرع عند الأبقار يُعد من أهم الأمراض المعدية، التي تُسبب خسائر اقتصادية لمربي الأبقار، وأهمها انعكاسها على إنتاج الحليب، إضافة إلى إتلاف الحليب الملوث واستبعاد الأبقار المصابة، عدا عن تكلفة العلاج والعمالة.
وأشارت إلى أن التهاب الضرع يندرج تحت نوعين، الأول: تحت الاكلينيكي ويمتاز بعدم ظهور أعراض مرضية على البقرة، ولا تغيرات في الحليب، فقط يقل إنتاج الحليب، ويمكن الكشف عنه بقياس عدد الخلايا الجسمية في الحليب.
أما النوع الثاني: الاكلينيكي، فيمتاز بظهور أعراض، منها: تضخم في الضرع، تغير في الحليب (متكتل، دموي، مائي، مصفر)، وفي الحالات الحادة يحدث تُسمم في الدم الذي يمكن أن يؤدي لنفوق الحيوان.
وأضافت الحوراني أن ممارسات المزارعين الخاطئة في استخدام المضادات الحيوية أدت إلى ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وهي من أكبر المخاطر التي تعيق الصحة، إذ تؤثر على صحة الإنسان والحيوان معًا، حيث يمكن أن تنتقل البكتيريا المقاومة للمضادات من الحيوان للإنسان، والعكس.
وأوصت بضرورة رفع مستوى وعي المزارعين بالممارسات الصحية الجيدة المطبقة في مزارع الأبقار، ومراقبتها من قبل المديرية البيطرية في وزارة الزراعة، ووضع سياسة صارمة للاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية في الممارسات البيطرية من أجل الحد من ظهور سلالات بكتيرية مقاومة، والسيطرة على انتشارها بين الإنسان والحيوان، فضلًا عن تطبيق برنامج منتظم لمراقبة مقاومة المضادات الحيوية للبكتيريا المسببة لالتهاب الضرع.
وقامت الحوراني بعمل دراسة العام 2017، حيث تم جمع 200 عينة حليب لأبقار مصابة بالتهاب الضرع، وكانت الدراسة تهدف إلى الكشف عن “الاي كولاي” وعن مقاومتها للمضادات الحيوية.
وكشفت تلك الدراسة عن أن 19 % من حالات التهاب الضرع كانت بسبب “الاي كولاي”.