النائب ماجد الرواشدة
سيدنا صاحب المقام السامي، ونحن نطالع رسالة جلالتكم ايها القائد المفدى، وما تحمله حروفها من حجم كبير من الألم والصبر على الألم، رسالة تحمل كل معاني الصبر والاحتمال وتحمل بحرا واسعا من الحِلم وسعة الصدر، ونحن نستشعر ما تنقله الرسالة السامية من حرص على الوطن وأبناء الوطن، نقف أمامها مخلصين في القسم ومجددين العهد والوعد في محراب الوطن، فقسما بكل ذرة من ترابه، وقسما بكل ما هو غال ونفيس، وقسما بمن قسّم الارزاق وقدر فيها معايشها للناس، قسم الرجال للرجال، وعهد الرجال للرجال ان نفتدي الوطن وقيادته التي شكلت عبر التاريخ مدرسة في التسامح، ومدرسة في الخلق السامي، يعجز عن وصفه القلم وتقف امامه عاجزة كل الحروف والكلمات، فمنذ اللحظات الأولى ونحن نتابع مواقف جلالتكم التي كانت مدرسة في الحكمة والخلق والعقل الواعي لوأد الفتنة الجبانة، التي حيكت بليل، من فئة يغيظها ان ترى في الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي النقي رمحا وسيفا لامته، يغيظها المعجزة الأردنية التي تحدت كل عسير وتجاوزت بحكمة قيادتها والتفاف شعبها حول قيادته التاريخية، التي كان تاريخها المشرف منذ الرسالة المحمدية وحتى ثورتها العربية، وهم ينقلون الرسالة يحملون هم الامة كابرا عن كابر، فكاونا عنوانا للنضال والشهادة والثورة على كل اشكال الظلم والاستبداد، وتكسرت على صخرة صمودها كل المؤامرات والفتن، وجربوا صبرها الذي لا ينفد، فكان للأردن وأهله مع هذه القيادة التاريخية، ان عبروا مسالك وعرة وتصعدوا قمما وتسنموا ذرى مجد امتهم عناوين بطولة ومشاريع شهادة، فلم يبخلوا بالدم والعرق في معارك امتهم بكل اشكالها، وقبور شهدائهم شاهدة وماثلة للعيان، تحملوا طعن الخاصرة من اقرب الاقربين، وتجاوزا كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وعاشوا الغدر والظلم والنكران، واحتملوا، لان قدر العظماء هو الصبر والاحتمال.
ونحن يا سيدي، اذ نقرأ ما جاء في رسالتكم من معانٍ ورؤى سديدة وقرارات حكيمة، لنقدر عاليا ما بذلتموه ليبقى الأردن واستقراره الهدف الأسمى والابعد، وعدم التضحية بإنجازاته وسمعته، وتحملتم ما تحملتم في سبيل ذلك من الم وصبر يعجز عنها البشر ولا يحتملها سوى العظماء والشرفاء. وامام هذه العظمة في الصبر نعاهد جلالتكم وقيادتكم الهاشمية ان نحافظ عليها بالمهج والارواح وان يبقى الأردن حمىً مسيجا بنسيج اجتماعي ملتحم مع قيادته، فالدم الأردني عطر ميادين كثيرة للدفاع عن امته، فلن يبخل بها وتصبح رخيصة اذا مس الوطن وقيادته واستقراره أي حاقد واي ناكر للجميل، وسنبقى كما عهدتنا يا سيدي مثالا في الصبر والتضحية والاحتمال وترخص
الروح ليبقى الأردن عزيزا كريما مصانا، ولتبقى الراية مرفوعة، راية عربية هاشمية المبادئ، محافظة على ما تعلمناه في مدرسة الهاشميين من الصبر قابضين على جمر الألم من غدر الصديق والقريب، محتملين معكم يا سيدي ومشاركين الإحساس بمضاضة الألم وثقله على الصدور والنفوس الابية الحرة. فكلنا جنود شيبا وشبانا رجالا ونساء نقف صفا واحد لا يتخلف منا رجل واحد إذا ما نادى الوطن، نقف في خندقه الحصين نسيجه بكل غال وثمين من الأرواح، فقد اعتدنا ان نكون في خندق الوطن صفا واحدا كأنه البنيان المرصوص ننفذ أوامر قيادته التي لم تخذله يوما ولم تغرقه في بحر لجي من الفتن والمعارك الداخلية، وبقي الأردن بقيادته الهاشمية التي ورثت المجد جيلا بعد جيل يصارع في محيط عاصف محتملا كل ما مر به من أزمات وفتن، وخرج منها في كل مرة اقوى واشد عودا واصلب عامودا.
قسما نجدده في محراب الوطن نردده في صلواتنا على اختلاف مواقعنا في محافظة جرش الابية التي تشكل رمزا كبيرا من رموز الوحدة الوطنية في مدنها وقراها ومخيماتها وكل تجمعاتها، لنقول لقائد المسيرة سر بنا الى ما فيه خير هذا الوطن وامنه واستقراره، ونحن معكم لن يتخلف منا احد، فرؤاكم السديدة وحكمتكم تشكل مدرسة في القيادة الرشيدة، والثقة في مواقفكم يا سيدنا لا تهتز ولا تتزعزع، وواثقون في كل قرار اتخذتموه، نؤيدكم ونبارك خطواتكم، مؤمنين بانه لم يكن الا لحماية الوطن وأهله، وقدمتم استقرار الوطن على كل مصلحة مهما عظمت، داعمين مواقفكم النبيلة وكرم اخلاقكم العظيمة، ونحن كما عهدتنا دوما جنود أوفياء لا نخذلكم ولا نهادن في حماية الوطن وقيادته نبادلكم الحرص بالحرص بأن يظل الوطن في حدقات العيون وسويداء القلوب نرفع الراية الهاشمية العربية نردد يحيا الوطن حرا كريما عزيزا مصانا، عاش الأردن عربيا هاشميا عصيا منيعا وعاشت قيادته الهاشمية المظفرة ونقول لكل المتآمرين موتوا بغيظكم ففي الأردن قيادة تاريخية مصطفوية هاشمية وشعب لم يكن يوما الا صابرا مرابطا في كل الميادين.
سر بنا جلالة القائد المفدى الى ذرى عالية ومعارج العزة والفخار، حفظ الله الأردن وحفظ قيادته وحفظ امنه واستقراره ولن يضره كيد الكائدين بإذن الله.