كتبت الدكتورة : منيرة جرادات
في الثاني و العشرين من شهر رمضان لهذا العام كانت مجموعة من سيدات جرش على موعد مع حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامته جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله تكريماً لهنّ. و كوني واحدة من بين ست سيدات نلنا شرف الجلوس على طاولة جلالتها, أحببت ان أشارككم انطباعاتي حول هذه الأمسية الرمضانية التي لا يمكن أن تنسى ابداً.
في البداية, لقد كانت عملية إختيار ساحة قوس النصر في آثار جرش معبرة بصدق عن عمق حضارة هذا الوطن و اصالته من جهة و عن عبق و روعة تاريخ مدينة جرش من جهة اخرى. و الحقيقة أن روعة و جمال مكان الأمسية إمتزج مع الابداع المتميز لمنظميها الذين جعلوا بالفعل كل شيء فيها يبدو ملكياً بإمتياز.
عند قدوم جلالة الملكة الى مكان الأمسية, أُستقبلت جلالتها بحفاوة بالغة و فرحة غامرة ممزوجتان بالزغاريد و المهاهاه الجرشية المعبرة بصورة عفوية و صادقة عن الحب لجلالتها. و يبدو أن جلالة الملكة تأثرت بهذا الإستقبال و بادلت هذا الحب بمثله عندما أشارت في كلمتها الترحيبية ” الى ان جرش طبعا معروفة بجمال طبيعتها و آثارها و تاريخها إلا أن أحلى اشي فيها هو أهلها”. إن هذه الكلمات العفوية و المعبرة دخلت قلوب جميع الحاضرات و استقرت في وجدانهنّ و جعلت رؤؤسهنّ تطاول السحاب فخراً بهذا الوصف لأهل جرش.
و مما استوقف جميع الحاضرات أن جلالتها ركزّت في كلمتها الترحيبية على أن أهم ما يتميز به شعبنا الاردني هو “روح العائلة الواحدة ” و فزعتنا لبعضنا البعض في الظروف التي تستدعي ذلك. و لقد اختتمت جلالتها كلمتها الترحيبية بالدعاء الى الباريّ عزّ وجلّ ان يديمالمحبة و الخير و الآمان على هذا البلد و يبارك بها و بهذا الشعب الطيب “اللي بيستاهل كل خير” . إن هذه الكلمات الترحيبية من لدن جلالتها كانت عفوية و صادقة أدخلت السرور و الأمل و الإرتياح إلى قلوب و عقول جميع الحاضرات.
بعد هذه الكلمة الترحيبية و خلال تناول طعام الإفطار أتاحت جلالة الملكة المجال لنا للحديث حيث كانت جلالتها تستمع بإصغاء و تسأل لمعرفة المزيد عن أحوالنا. و لقد لمستُ شخصيّا و الحاضرات أن جلالنها على دراية كاملة بحجم التحديات التي تواجه المرأة الأردنية, إلا أن جلالتها كانت واثقة بقدرة المرأة الاردنية على مواجهة هذه التحديات و التغلب عليها. و هنا كان لي شرف التأكيد لجلالتها على أن المرأة الاردنية حققت في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني و بدعم من جلالتك نقلات نوعية غير مسبوفة في تاريخ هذا الوطن, موضحةً أن التعديلات التي تم ادخالها مؤخرا على قوانين الإنتخاب و الأحزاب بصورة خاصة تفتح الباب واسعاً أمام المرأة الأردنية لدخول مرحلة سياسية جديدة يمكن معها أن يصل عدد البرلمانيات في مجلس النواب الفادم الى ثُلث أعضاء المجلس إذا ما اغتنمت المرأة الاردنية هذه الفرصة التاريخية.
لقد كان واضحا من خلال مداخلات جلالتها أنها فخورة جداً بالتطابق بين موقفي الأردن الرسمي و الشعبي إتجاه ما يحدث لأهلنا في غزة, إلا أن جلالتها حذرت في الوقت ذاته من هناك قلة تسعى يائسة لإثارة الفتن و شق صف وحدتنا الوطنية من أجل تحقيق أجندات خاصة لا تخدم سوى أعداء هذا الوطن.
الحقيقة أنه خلال جميع مراحل هذه الأمسية الرمضانية إنبهر الجميع و انا منهم, بمدى تواضع جلالتها و عفوية سلوكها و سلاسة تواصلها و حميمة روحها لدرجة أن جميع الحاضرات شعرنّ انها واحدة منا و صديقة مقربة لنا.
وأخيراً نقول لجلالتها شكراً من الأعماق على هذا التكريم الملكي لسيدات جرش و شكراً على هذه الروح التي سادت هذه الأمسية الرمضانية الرائعة التي لا يمكن أن تُنسى أبداً.و نقول رداً على مقولة جلالتها أن أحلى ما في جرش هو أهلها, فإن أحلى ما في هذا الوطن هو قيادته الهاشمية .
حمى الله هذا الوطن و اهله و قيادته و قواته المسلحة و أجهزته الأمنيّة