يسرى أبو عنيز
فقدان أكثر من 2500 شجره في حريق 1200دونم في محمية غابات اليرموك في محافظة اربد شمال المملكة يوم السبت الماضي ،ليس بالأمر السهل ،بل أنه حدث مأساوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،مع بداية فصل الصيف والذي عادة ما يبدأ معه مسلسل الحرائق في المملكة لنفقد بذلك مساحات واسعة من الغطاء الأخضر في كل عام.
وهذ الحريق الذي أفقدنا ألاف الأشجار في هذه المحمية فاتحة سيئة لحرائق الصيف التي باتت تهدد غاباتنا ،وثروتنا الحرجية،والغطاء النباتي في كل عام لنزيد بذلك مساحة الأراضي الجرداء رغم جهود وزارتي الزراعة والبيئة في كل عام لزراعة مساحات واسعة من الأشجار للحفاظ على الأردن أخضر،وعلى البيئة،والتنوع الحيوي في المحميات الطبيعية.
غير أن هناك العديد من الأشخاص أخذوا على عاتقهم في كل عام العبث بثروتنا الحرجية من خلال اشعال الحرائق المتعمد في الغابات،او الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة ،وهم بذلك يعدمون الألاف من الأشجار الحرجية ،والمثمرة نتيجة لعبثهم،وهم فئة امتهنت هذا الأمر ،أو لإهمال واضح من قبلهم بمقدرات الوطن،وعدم الإحساس بالمسؤولية.
وزارة البيئة ممثلة بوزيرها الدكتور معاوية الردايدة لها بصماتها الواضحة فب الحفاظ على البيئة ،والتنوع الحيوي،والغطاء النباتي في كافة مناطق المملكة ، حيث قام الوزير بتفقد الموقع بعد اندلاع الحريق مباشرة،وللإطلاع على الوضع على أرض الواقع،حيث أكد على ضرورة اعطاء الإهتمام الكافي لقطاع البيئة والمحميات الطبيعية،والحفاط على البيئة سليمة.
وحريق محمية غابات اليرموك والبالغة مساحتها 2،5كم ،والذي اتى على اشجار تتراوح اعمارها ما بين500-700 سنة،أحد الحرائق المفتعلة في المملكة حيث أن حريقا آخر وقع في شهر تشرين الاول من عام 2020 في محافظة عجلون كان قد التهم 500دونم من الأشجار الحرجية ،وأشجار الزيتون،وحريق أخر فب محافظة جرس في العام2019 أتى على800 دونم،حيث يقع في مختلف مناطق المملكة ما يقارب 8000حريق ،وذروتها في منتصف شهر أيار،حيث تفقد المملكة عشرات الآلاف من الأشجار سنويا.
ولعل ما اظهرته احصاءات مديرية الدفاع المدني لاندلاع 170 حريق فب الغطاء النباتي في الثالث من شهر حزيران من العام الماضي لدليل واضح على الخطر الذي يهدد الغطاء النباتي في الأردن،حيث تحتل محافظة عجلون المرتبة الأولى في عدد الحرائق في فصل الصيف ،ثم محافظة اربد شمالي المملكة.
ومع حريق غابات اليرموك خسرنا 829 شجرة ملول بين حرق كامل وجزئي ،و50 شجرة بلوط،و2000 شجرة صغيرة،و150 شجرة صنوبر حلبي من أشجار المحمية الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من المملكة على حدود مرتفعات الجولان،وذلك كما جاء في تقرير المسح الميداني للجمعية الملكية لحماية الطبيعة .
وبعد هذا الحريق الذي كانت خسائره كبيرة،وأتى على ألاف الدونمات المزروعة بالأشجار الحرجية،وغير الحرجية،فإنه يتوجب على الجهات الرسمية الضرب بيد من حديد ،لكل من يقوم بمثل هذه الحرائق ،ويعتدي على الثروة النباتية،لأن معظم الحرائق في فصل الصيف مُفتعلة،ويجب أن تُتخذ بحق مرتكبي الحرائق أقصى العقوبات ،لتكون رادعة لهؤلاء الأشخاص.
عضو هيئة اداريه فرع جمعية البيئة /فرع عجلون.
رئيس تحرير موقع وكالة انجاز الاخبارية سابقا