أسعد العزوني
لا أدري لماذا تم تضخيم قضية سد النهضة إلى هذا الحد الذي أشغل الإقليم وبعض العالم في هذه القضية ،مع أن الوضع لا يستحق مثل هذا الجهد،لأن نهر النيل نهر دولي يحكمه القانون الدولي،فهناك ثلاث جهات مرتبطة به هي:دولة المنبع،ودول المرور ودولة المصب،وأمامنا ثلاث دول بارزة انشغلت فيه هي :إثيوبيا كدولة منبع ،والسودان كدولة مرور ،ومصر الأكثر تضررا كدولة مصب.
لو كانت النوايا صافية وسليمة لما تطورت الأمور إلى هذا الحد،ولا وجدنا أنفسنا في خضم ازمة إقليمية تفضي إلى حرب ضروس ربما لن تبقي ولن تذر،مع إننا نسمع من يتذرع بالتنمية في مشروع سد النهضة.
عندما تكون النوايا سليمة يتم الإحتكام للقانون الدولي الذي نظم العلاقات في مثل هذه الحالات وحدد نصيب كل دولة مرتبطة بالنهر الدولي،ولكن وكما هو واضح فإن وراء الأكمة ما وراءها،فالمقصود هنا هو خنق مصر،ومعروف من يعمل على خنق مصر .
هناك أمور كثيرة انجزت على أرض الواقع قبل تفجير قنبلة سد النهضة الإثيوبي،وهي بناء علاقات إستراتيجية بين مستدمرة إسرائيل وقارة إفريقيا عموما ،وإثيوبيا على وجه الخصوص،بينما كانت مصر تغط في سبات معاهدة كامب ديفيد، التي وقعها المقبور السادات مع الصهاينة أواخر سبعينيات القرن المنصرم،وقيّدت حركة مصر وأصابتها بالشلل،ونسيت حجمها ودورها وطبيعة تكوينها،وتصرف ساستها وكأنهم تبع لإسرائيل وهم كذلك.
القصة وما فيها أن الصهاينة يخططون ويتابعون خططهم،وقد إستغلوا شلل العرب في تفكيرهم وعدم إهتمامهم بمصالحهم،عندما زرعوا فينا نطفهم النجسة بدءا من جزيرة العرب وانتهاء بقاهرة المعز ،مرورا بعواصم الحاكم الضرورة الملهم،لذلك لا تتباكوا على نهر النيل ولا تدّعوا الحرص على المحروسة مصر ،فأنتم من ضيعتم مصر منذ أن تآمرتم عليها.