أسعد العزوني
معروف أن الأردن يقبع تحت حصار مالي وحتى سياسي بسبب رفضه التساوق مع المراهقة السياسية في الخليج ،وامتناعه عن المشاركة في جريمة حصار قطر،وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة قطر،إضافة إلى وقوفه حجر عثرة في وجه سيل المؤامرات الصهيو-عربية التي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية،وأتحدث عن صفقة القرن،ناهيك عن تمسكه بالوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،ورفضه التاريخي لرفع العلم السعودي على المسجد الأقصى.
كما ان دولة قطر الشقيقة تعاني هي الأخرى من حصار جائر، فرضته عليها دول محور الشر العربي المتحالفة مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية في شهر رمضان من عام 2017 ،تمهيدا لغزوها عسكريا وتقاسم ثرواتها ،وقتل انجازاتها التي تفاخر بها الدنيا،وبعد ذلك تنصيب دمية تحكمها وفق أجندات دول الحصار، التي أصبحت هي نفسها تقبع تحت حصار قطري،بهمة صناع القرار فيها ووعي شعبها وحصافة المقيمين فيها ،الذين صنعوا تلاحما عز مثيله مع القيادة،وبنوا سياجا حمى قطر من تداعيات الحصار .
رغم كل ذلك إلا أن الأردن وفور انتشار صور الهجوم الإرهابي على مرفأ بيروت ،إمتثل للتوجيهات الملكية السامية الصادرة عن جلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين،وأرسل مساعدات إنسانية ومستشفيات عسكرية ميدانية إلى أهلنا في لبنان ،للمساعدة في تخفيف مصابهم الأليم ،وتضميد جراحهم،علما أن المهيمن على صناعة القرار السياسي سابقا في لبنان ،تنصل من مسؤولية مساعدة لبنان ،لأن الشعب اللبناني سلم انقياده للحكومة الحالية”الموالية لحزب الله”،وهنا تكمن مواقف الرجال وأخلاق السياسيين وصناع القرار.
أم بالنسبة للشقيقة قطر التي تقبع تحت الحصار لأكثر من ثلاث سنوات ،فقد بادر سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بالتوجيه للجهات المختصة وفورا ،بتقديم العون الإنساني للأشقاء المكلومين في قطر ،فأقلعت طائرات الإغاثة القطرية إلى لبنان الجريح ،لتقدم هدية الشعب المحاصر،وحملت تلك الطائرات مساعدات انسانية وتجهيزات طبية ومجموعة أطباء ومستشفيات ميدانية سريع التركيب،وأسرة قابلة للطوي ومولدات كهربائية ومواد غذائية ،وفريق كامل للبحث والإنقاذ يتمتع بالكفاءة العالية ،ضمن جسر جوي تضمن أربع طائرات عملاقة تم تجهيزها وانطلاقها من قاعدة العيديد الجوية.