غازي الذيبه
رحل التربادور العاشق مظفر النواب، لكن صوته ما يزال يصدح في براري الأمة المنهكة، رحل ولم يتوقف نبض روحه عن التحريض ضد القمع والاستبداد والاحتلال والنفاق والكذب والزور.
ظل استثنائيا في تجربته الشعرية والحياتية، لم يعش شاعر عربي حياة كالتي عاشها، تنقل بين منفى ومنفى، ومألمة وأخرى، وغادر عالمنا في منفاه.. خارج وطنه، رحل بعيدا عن نخل العراق وماء العراق وحزن العراق، لكنه ظل يحمل العراق في قلبه، ويسافر به أينما حل.
لم يكتف مظفر بما ناله من شعبية، ليحضر في الوجدان الجمعي العربي منذ انطلقت أجنحة قصائده الأولى، ومنذ رأى فرجة ضوء بعد خروجه من المعتقل في العراق، ليفر إلى منافيه، دون ان يجتمع بوطنه، بل صدح صوته للعراق وفلسطين وكل شبر عربي، غير آبه بما سيكون عليه حاله من طرد ونفي وملاحقة.
برحيله، تفقد العربية أحد أعظم شعرائها المخلصين للشعر والثورة في التاريخ العربي.