أسعد العزوني
عندما كانت جزيرة العرب قاحلة قبل إكتشاف الإنجليز للنفط فيها ،وكانت الحياة فيها لا تطاق بسبب الحرمان والقحط والأمراض والفقر مدقع ،كان أهل السودان يحكمهم السطان علي دينار ،حاكم دارفور آنذاك،يتعهدون بكسوة الكعبة المشرفة قبيل موسم الحج الذي كان الناس فيه يتقربون إلى الله ويحلون عليه ضيفا في بيته الحرام ويزورون قبر النبي في المدينة المنورة ،بدون تأشيرات أو رسوم دخول ،كما كانوا يبعثون القوافل المحملة بالخيرات لحجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن بدون منة .
إن دل هذا على شيء فإنما يدل على طيبة أهلنا في السودان وعلى معدنهم النقي وأصالتهم ،وحبهم للتقرب إلى الله من خلال كسوة الكعبة المشرفة وإكرام ضيوف الرحمن ،مع أن الحجاج ليسوا ضيوفا على السودان بل على الحجاز التي كرّمها الله أن بعث منها نبيا أميا قرشيا عربيا هاشميا أميا ،وكان خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين ،كما كرّم الله الحجاز بمكة والمدينة والمسجدين الحرام في مكة والنبوي في المدينة.
بالتأكيد لم يكن أهل السودان يتوقعون إنقلاب الأمور كما نراها اليوم ،وان تصبح بلاد الحرمين من أغنى بلاد العالم ،مع أن خيراتها ليست لأهلها بل للغرب وللصهاينة،ولذلك لم يدر بخلد أهل السودان ما يقال في المثال “كما تداين تدان”،فقد إستودع اهل السودان صدقاتهم للحجيج وكسوتهم للكعبة عند الله ،كي يحفظ السودان ويبارك في أهله ،وها قد حفظ الله السودان وبارك في اأهله ،ولكن ناكري الجميل يحاولون إختراق قدرة الله ،ويعملون على تخريب السودان وإحراق مدنه ،إنتقاما من رفض الرئيس عمر البشير إستقبال “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي الأصولي اليهودي”رئيس عصابة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النتن ياهو،والتطبيع مع مستدمرة الخزر في فلسطين كما يفعل حكام السعودية والإمارات على وجه الخصوص.
أرسلوه وسيطا لعودتهم لحضن الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن خابت جهودهم في القضاء عليه ، وعاد الرئيس البشير إلى الخرطوم ليواجه حراكا شعبيا موجها ،بحجة الفقر ،ونحن هنا لا ننكر على الشعب السوداني المطالبة بتحسين أوضاعه ،لكننا نقول أن الحراك الدموي ممنوع ،لأنه إحتضن عملاء إسرائيل في السودان وهم جماعة عبد الواحد النور الذين يقيم غالبيتهم في المستدمرة الخزرية بفلسطين.
كثيرة هلى الملاحظات التي رصدناها على حراك السودان وأولاها إستجابة الحراك للرغبات الإماراتية والسعودية ،وها هم يبعثون للبشير برسائل نجسة تطلب منه التطبيع مع مستدمرة إسرائيل للحفاظ على نظامه،وها هي مستدمرة إسرائيل تطلق كلابها التابعين لعبد الواحد نور بعد ان دربتهم فيها وفي أوغندا على كيفية إحراق المدن السودانية .
ولا نكشف سرا إن قلنا ان إنتهازية المعارضة السودانية المتمثلة بحزب الأمة الذي طبع مبكرا مع الصهاينة ،لكن الإنجليز طلبوا وقف الإتصالات ،تقوم بخداع الشعب السوداني ،ولو كانت قادرة على التغيير لأنجزت عندما تولى الصادق المهدي الحكم سابقا.
أن يتعرض السودان لحصار أمريكي عربي صهيوني ،فهذا أمر متوقع لثنيه عن مواقفه ،ولكن أن تتصرف المعارضة السودانية بهذه الطريقة التي تتماهى مع التصرف الصهيو سعودي إماراتي ،فإنها الكارثة بعينها .
ما نلحظه هذه الأيام ان الإذاعات الدولية الموجهة والناطقة باللغة العربية تصب الزيت على النار يوميا من خلال إستضافة سودانيين يرون بغير عين الحق ،ونسمع ونرى هذه الإذاعات تقوم بتلقيمهم المعلومات والأجوبة المطلوبة ،لتضع نفسها والقائمين عليها في صف أعداء السودان.