د. سامي الرشيد
البحث الذي نشر في جريدة الواشنطن بوست في 29-10-2017يدل على ما يلي :ما هي الشبكة المتشابكة التي نسجت عند خداع الانفس للاعتقاد ان رعاية الشركات ،تكون لائقة وكبيرة ،مسلية ومحبطة وهي التي سعت اليها شركة بوينج الجبارة خلف الحماية لدى الدوائر التجارية ؟.
تعتبر شركة بوينج الشركة التاسعة والثلاثين من حيث كبررأس المال للشركات الامريكية والتي تتجاوز 150بليون دولار،وتعتبر الشركة الر ابعة والعشرين من حيث الدخل والذي هو 95بليون دولار سنويا.
لكنها تشكو وجرحت من الكنديين الذين يصنعون طائرات البومباردير نوع سلسة سي .
.Bombardier series C
التي رأسمالها 5بليون دولار ،والتي تغرق الاسواق الامريكية من هذا النوع من الطائرات والتي تبيعها بأسعار رخيصة وغير عادلة .
شكوى بوينج غير واضحة لأنها لا تصنع طائرات ركاب صغيرة لتنافس الطائرات الكندية .
ظهرت شكوى بوينج عندما وقعت الشركة الكندية عقدا لبيع 75طائرة من هذا النوع الى شركة خطوط دلتا الامريكية بمبلغ 5,6بليون دولار علما بان هذا العقد لم تتقدم شركة بوينج للمنافسة به وفي عطائه .
ان طائرات سلسلة سي الكندية ذات الممر المنفرد والتي تتسع الى 100-160راكبا هي أصغر من بوينج 737.
جميع مصنعي الطائرات التجارية بما فيها بوينج يبيعون منتجاتهم بأسعار تقل عن قائمة الأسعار .
طائرة بوينج 787خسرت 29بليون دولار خلال 5سنوات قبل ان تصبح رابحة في السنة الاخيرة .
تعتبر بوينج ان طائرات البومباردير ربما تكون جيدة للمشترين الأمريكان ،لأنها تأخذ دعما ماليا من الحكومة الكندية بما فيها استثمار بالاسهم تقدر بحوالي 2,8بليون دولار.
بهذا تسمي بوينج ان بومباردير هي الغلاية السوداء .
أما الحكومة الامريكية فانها تقدم الى بوينج المعاهد المالية الخاصة،وهي أكبر مستفيد من بنك بوينج ،بنك الاستيراد والتصدير غير الشرعي .
تقدم قروضا رخيصة الى زبائن بوينج ما وراء البحار .
ففي عام 2014كانت68%من الكفالات طويلة الأمد قد صدرت لأجل بوينج .
لقد استفادت بوينج أيضا من العقود الحكومية بما يعادل 23%من دخلها في عام 2016.
تعتبر دوائر الدفاع هم أكبر زبائن بوينج ،وربحت البلايين من الحوافز الحكومية ،حيث ربحت 8,7بليون دولار من ولاية واشنطن فقط .
تعين الدوائر التجارية شركة بوينج بتحفظات مفيدة لها ،وتفرض ضرائب ورسوم وغرامات مجحفة وبنسب عالية تزيد على 300%على طائرات بومباردير الكندية ،لتعادل الدعم الذي تتلقاه من الحكومة الكندية،وهذه سترفع أسعار الطائرات بشكل مذهل مما تتسبب في اغلاق السوق الامريكية امامهم،وبهذا يهدد بقاءهم كشركة.
يؤثر ذلك على 7000موظف امريكي يعملون في 17ولاية في مرافق شركة بومباردير،مع العلم ان شركة بومباردير تنفق 3بليون دولار سنويا للمزودين الامريكان في 48ولاية .
اما مصنعو طائرات البوينج المقاتلة فيمكن ان يتأذوا من الحماية كما يلي .
قام رئيس الوزراء الكندي بالرد على ذلك بايقاف خطة التوسع للطائرات المقاتلة من نوع بوينج لينفق 4,8بليون دولار،كما ان رئيسة الوزراء البريطاني قد احتجت وغير مسرورة من الاجراءات الامريكية .
سيتأثر 4000موظف يعملون في بلفاست في شركة بومباردير،ونتيجة لذلك تحاول ايرلندا تأجيل بعض الاتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة الامريكية .
في اجراءات ومحاولات يائسة قامت شركة بومباردير لتعرض على بوينج 50%من برنامج مراقبة وادارة الشركة في هذا العرض الاحتكاري .
أما شركة اير باص الاوروبية التي تتلقى مساعدات من الحكومات الاوروبية ،ربما تعرض اتفاقيات مشاركة مع بومباردير،لتصنيع طائراتها في الباما (أمريكا)التي تصنع ايرباص بها طائراتها من نوع أ320.
لهذا ربما تعيد أمريكا حساباتها لما يحصل من ضرر لها،وكذلك اذا تم تصنيع 50%من الطائرات الكندية داخل الولايات المتحدة بالمشاركة مع ايرباص الاوروبية .
أما في داخل امريكا تجد المساواة بين شعوبها لاتمييز بين الناس حيث يوجد الكثيرون من أصول افريقية بالوان سوداء،ومن جميع انحاء العالم من اليابان والصين والهند والمكسيك وبقية امريكا الوسطى والبلدان العربية والاسلامية وغيرها ، لادين ولا قومية تجمعهم وكل واحد يقول انا امريكي، وينتمي لامريكا ويعمل لصالحها لكنهم خارج بلدهم تكيل ادارتهم بالف مكيال مختلف ،ومع الاسف فاننا تجمعنا القومية والدين واللغة والتاريخ والجغرافيا وغيرها وهناك التمييز بين غربي وشرقي ،وشمالي وجنوبي ومدني وقروي وفلاح وبدوي وما الى ذلك من تقسيمات،ولا تهمنا مصلحة الوطن ولا نتعلم دروسا من الآخرين .
هذه الدول وهؤلاء الشعوب يهمهم مصالح شعوبهم وبلدانهم ،فلا يهتمون بالدول الكبرى مهما كبرت ،فالمهم مصلحة شعبهم وبلدانهم .
هذه الشركات تتنافس وتتطاحن وتحارب بعضها بعضا ،لكن في النهاية يحاربون لاجل بلدانهم وشعوبهم .
فهل نحن نعي ذلك وندعم صناعاتنا وانتاجنا لتقوية اسواقنا مما يعكس الخير على امتنا واوطاننا ؟