أسعد العزوني
على سوريا…أين الرد الروسي؟
ما عدنا قادرين على فهم سر الصمت السوري على هجمات “إسرائيل”المتكررة على الأراضي السورية ،واستهداف أهداف عسكرية وإستراتيجية سورية ،وكأن الأمر لا يتعلق بدولة ذات سيادة لديها جيش وامكانيات وما أدراك،بامكانها الرد على مصادر النيران وردع المعتدين ،كما فعلت ردا على من خرجوا عن طوع الدولة بغض النظر عن الأسباب والمسببات.
كنا سابقا نعذر مكرهين عدم الرد السوري على الهجمات الإسرائيلية،لكننا اليوم لا نستطيع السكوت عما يجري ويخدش كرامتنا صبحا ومساء،لأن سوريا اليوم تحت المظلة الروسية،ومعروف ان روسيا قوة عظمى في العالم ،ويهمها كرامتها قبل كل شيء ،قبل كرامة من يسيرون في فلكها ويستظلون بمظلتها،وهي موجودة اليوم عسكريا في سوريا ،بما لا يدع مجالا للشك أنها هي صاحبة القرار والأمر والنهي،لذلك فمن الأجدر بها ردع إسرائيل ومنعها من توجيه ضربات مهينة إلى سوريا،حفاظا على كرامة وهيبة روسيا أولا.
الموقف الروسي المريب من العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا أثار حفيظة الجميع ،وفتح الباب على مصراعية للتعليقات والتحليلات ،بعضها منطقي ومقنع والبعض الآخر قريب من الواقع ،ومجملها يدور حول موافقة روسيا على الضربات الإسرائيلية ،وهناك من ذهب بعيدا وقال أن إسرائيل تنسق مع روسيا قبل توجيه الضربات ،وان التدخل العسكري الروسي في سوريا لم يكن ليتم لولا موافقة إسرائيل،وكلنا يتذكر زيارة النتن ياهو إلى موسكو عشية التدخل الروسي العسكري في سوريا،وكيف صافح النتن ياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جالسا إمعانا في الإهانة.
نستدل من بعض التصريحات الإسرائيلية الوقحة ،أن إسرائيل تستهدف الوجود الإيراني ووجود حزب الله،وقوافل الأسلحة والعتاد الحربي المرسلة من إيران لحزب الله،وهذا وارد ،ولكنه لا يعفي روسيا من منع هذه الهجمات،في حال كانت بعيدة عن الشكوك التي تساورنا ،وهي أنها لا تريد لها شريكا عسكريا أو سياسيا في سوريا،بمعنى انها ترغب في رحيل إيران العسكري والسياسي عن سوريا،وبقاء دورها الإقتصادي الداعم للحكم في سوريا،وهذه إنتهازية مرفوضة.
يجب مكاشفة روسيا حول هذا الأمر،حتى لا تفهم موسكو أننا لا نفرق بين احتلال واحتلال،فقد قدمت دمشق لموسكو أثمن هدية ،وضمنت لها الوصول الآمن إلى مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة بدون كلفة تذكر،ولذلك يتوجب على موسكو تقديم المقابل لدمشق لحفظ ماء الوجه.