أسعد العزوني
بدهية لا ينكرها عاقل أو حصيف ،وهي أن المجتمعات الحيّة عندما تمتلك زمام أمورها، تصلح نفسها بنفسها، بوجود مفكريها وخبرائها والأمناء على مصالح شعوبهم، والحافظين لمقدرات وطنهم، ويقيني أن هذه المنظومة هي التي يطلق عليها الإصلاح، لأنها تضم ما نبحث عنه في عمليات الإصلاح من خبرة وكفاءة وأمانة ونزاهة وشفافية وحكم رشيد.
وبحكم تركيبته الإجتماعية والسياسية فإن المجتمع الأردني يتصدر قائمة المجتمعات الحيّة، وهو بذلك قادر على إصلاح نفسه بنفسه، دون الحاجة إلى لجان تتوالد بين الفينة والأخرى ،وتنتهي مدتها ولا ينجم عنها شيئ يعتد به، ويقاس عليه، ولو نظرنا إلى تركيبة المجتمع الأردني فإننا سنجده بيت خبرة كبير، لوجود أبناء الفلاحين والحراثين الأذكياء و البدو الحكماء والصابرين على ضنك الحياة في المخيمات والحضر والشركس والشيشان والأكراد والدروز المقاتلين والأرمن الحرفيين والشوام الماهرين في التجارة والإقتصاد ،وغير ذلك من المكونات التي نعتز بها ونفتخر، مع أننا لم نستفد من هذه الهبة الربانية التي وهبنا الله إياها وهي التعددية، علما أن هذه التعددية هي التي قامت عليها أعظم قوة هذه الأيام وهي أمريكا، رغم أنها حاليا بفعل اليهود بدأت تفقد ألقها وبريقها.
بالأمس جرى الإعلان عن تشكيل لجنة ملكية للإصلاح وتضم شخصيات عديدة من كافة المجالات، ونحن لسنا بصدد الإعتراض على هؤلاء الذين يشكلون اللجنة السابعة للإصلاح، رغم معرفتنا بأن هذه اللجنة تخلو من المفكرين والخبراء القادرين على رسم خريطة جديدة، وإنجاز ما يمكن التأشير عليه والبناء على أساساته.
نحن في الأردن نريد إصلاحا حقيقيا يقوده أناس خبراء وفقهاء ونزيهون ،كي نتجاوز عنق الزجاجة القابعين فيه لأكثر من مئة عام، رغم كثرة الوزراء الذين يتساقطون علينا من السفارات والعائلات المرتبطة بأعداء الأمة وبشخصيات تخرجت من دهاليز صندوق النقد والبنك الدوليين، لتكون نتائج أعمالهم مديونية ضخمة وتأخر مخيف مع إن الأردني في الخارج يبدع وينجز ويكون قائدا جيدا.
أين خبراء الصحراء في هذه اللجنة؟وأين خبراء المدن الذكية ؟ وأين خبراء الطاقة وخبراء المياه ؟وأين خبراء الآثار ولماذا تخلو هذه اللجنة أو حتى الحكومات من قيصر الصحراء البروفيسور أحمد ملاعبة الذي أطلق عليه الألمان هذا اللقب ؟وهو الذي يعرف كل مداخل ومخارج الصحراء الأردنية ،وصاحب أكبر ملف إكتشافات أثرية في الداخل والخارج؟
هؤلاء هم الأشخاص القادرون على الإصلاح والإتيان بما هو جديد لنهضة البلد،وشطب مديونيتها ،وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها من خلال إقتراح مشاريع إقتصادية بكامل المقاسات وسهلة التنفيذ لإنقاذ البلد من البقاء تحت رحمة الأعداء.