أسعد العزوني
أفضل طريقة لكشف الطابق أي طابق ،هي أن تركّز على التوقيت،وهذا ما جعلنا ننجح مبكرا في الحكم على ظهور حركة حماس التي تم تأسيسها من قبل الليكود وقوى إقليمية أخرى،أواخر العام 1987،بهدف إحباط أي مفاوضات سيفرضها المجتمع الدولي على الراحل عرفات ومستدمرة إسرائيل،بعد خروج قوات منظمة التحرير القسري بضغط من الملك فهد خريف العام 1982،وكانت الخطة تقضي بتوجيه الدعوة لعرفات كي يقبل التفاوض مع الصهاينة ،وفي حال قبل تخرج له حماس بيافطة خائن،وإن إعتذر تخرج له بيافطة نحن البديل ،وهذا ما جرى فعلا.
كانت حركة حماس المنتمية والممولة من قبل الإخوان المسلمين ،عامل هدم في الساحة الفلسطينية المترنحة أصلا، بعد حصار بيروت وإخراج قوات المنظمة منها بالغدر والحيلة،وحاولت وما تزال للسيطرة على الساحة الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني،وبعث رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل، رسالة للهالك شيمون بيريز قال فيها إنه في حال منحتمونا صك تمثيل الشعب الفلسطيني ،فإننا وعلى الفور سنوقع معكم معاهدة صلح تاريخية ،ولكن بيريز ولإعتبارات توراتية وتلمودية رفض هذا العرض.
سنتجاوز عن تجاوزات حماس في هذا المجال منذ تأسيسها وحتى ما بعد عملية سيف القدس التي أنهتها حركة حماس بهزيمة فلسطينية،وسعيها لحصد ثمار المواجهة علما بأنها لم تكن الطرف الوحيد الذي أطلق الصواريخ على مستدمرة الخزر،بل كان معها حركة الجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية،وسنروي نقلا عن الباحث الشيخ بسمان الخازن عماري في صفحته الفيسبوكية،قصة رحلة الشيخ إسماعيل هنية إلى المغرب عبر تركيا وماذا فعل في تركيا ،ولماذا العشاء الملكي الأول في المغرب،مع كشف أسباب رفض التدخل المصري في إعادة إعمار غزة الذي نتفق معهم في ذلك،وكذلك أسباب فشل إجتماعات المصالحة الفلسطينية في القاهرة.
قبل الغوص في التفاصيل نقول لحماس وغيرها من غربان البين أن القضية الفلسطينية قضية ربانية ،وإن أي محاولة وإن طالت للإتفاق مع مستدمرةالخزر لن تطول،لأن قدر الله سينفذ،ونهمس في آذان قادة حماس ومشغليهم من قادة تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، إن سعيكم لصفقة قرن جديدة تقوم بها حماس تمثل ظاهريا المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية ،ولكن الله بالمرصاد لمن يعبث في قدره ،وستنكشفون في نهاية المطاف على رؤوس الأشهاد لأنكم تاجرتم بحد من حدود الله.
يقول الشيخ الباحث عماري في صفحته على الفيس بوك والعهدة على الراوي إن تنظيم الإخوان المسلمين العالمي ،وضع فيتو على الدور المصري في غزة،كما طلب من حركة حماس عدم المشاركة في إجتماعات المصالحة الفلسطينية ،التي كانت مقررة في القاهرة بعد وقف إطلاق النار القسري الذي وافقت عليه حماس بدون شروط،وكان قرار التنظيم العالمي للإخوان إنتقاما من نظام السيسي الذي لا يزال ينكل بهم ،وهذا هو تفسيرنا ،ولكن تنظيم الإخوان العالمي بالمقابل أوعز لقيادة حركة حماس بفتح قناة إتصال جديدة مع مستدمرة الخزر وهي قناة المغرب المطبع منذ الأزل،إذ تم تكليف رئيس وزراء المغرب الإخواني د.سعد الدين العثماني بتولي العملية وأنجز الكثير،وهذا ما دعا تنظيم الإخوان العالمي إلى الإيعاز للإخواني المنشق عن الحركة الإسلامية في الجنوب بفلسطين المحتلة عام 1948/عضو الكينست الإسرائيلي عباس منصور،بمغادرة خندق النتن ياهو ،والتحالف مع حكومة الرأسين اليمينية ودعمها.
ويواصل الشيخ عماري أشبه ما يكون بتقرير إستخباري في معرض حديثه عن رحلة زعيم حماس الحاج إسماعيل هنية إلى المغرب،أن طائرته التي أقلته هبطت أولا في مكان قصي بمطار إستانبول بعد أن سارت لمسافة طويلة وهي تطفيء أنوارها ،ثم نزل منها هنية ليصعد إلى سيارة مظللة الشبابيك،توجهت إلى فيلّا في إحدى ضواحي إسطنبول،لإجراء مفاوضات سرية مع قيادات من حكومة الرأسين الإسرائيلية،تساعده في تولي رئاسة إمارة غزة ،مقابل إعتراف حركته حماس بحل الدولة الواحدة وضم الضفة الفلسطينية،وإقترح هنية توسيع الكنيست الإسرائيلي ليضم 15 نائبا عربيا عن الضفة الفلسطينية والقدس المحتلة .
يختم الشيخ عماري بالقول أن تغييرا ما حصل على الخطة الإسرائيلية لتسليم هنية إمارة غزة ،وطرحوا تسليمها للجاسوس محمد دحلان ،على أن يكون هنية رئيسا للوزراء ،وقد تم الإتفاق على تنفيذ الخطة في الإنتخابات الفلسطينية التي أبطلها محمود عباس ،وواصل هنية رحلته من تركيا إلى المغرب حيث أولم له ملك المغرب محمد السادس ،وكان هدف زيارته للمغرب برمجة الإتصالات مع الصهاينة عبر د.العثماني والإتفاق على مراحل تنفيذ الخطة المؤامرة.