رمضان رواشدة
مع التطور التكنولوجي المتسارع في كل المجالات وخاصة الأجيال الجديدة من الحواسيب والهواتف الذكية فإن القراصنة الجدد استطاعوا، رغم كل التحذيرات والخطوات لحماية الأجهزة اختراق هذه الهواتف والحواسيب، من قرصنتها والسيطرة عليها.
ونظرا لشيوع هذا الأمر في السنوات الاخيرة فقد قامت مديرية الامن العام بإستحداث وحدة الجرائم الالكترونية وهي وحدة متطورة يعمل فيها 50 شخصا من الخبراء في مجالات السوشال ميديا من «فيسبوك» و«واتساب» وغيرها وهم يتلقون الشكاوى من المواطنين المتضررين ويقومون بمتابعتها وحلها وتحويل الفاعلين إلى القضاء.
في الاسبوع الماضي قام عدد من القراصنة، لا نعرف حتى الآن إن كانوا من داخل الأردن أو من خارجه، بإختراق حسابات «الواتساب» على الهواتف المحمولة لعدد كبير من الشخصيات الأردنية من بينهم وزراء سابقون وكان من بين الضحايا كان هذا كاتب المقال.
لقد بدأت القصة عبر رسالة نصية وصلتني على الرسائل القصيرة فيها رمز تفعيل (code no) وطلبت مني ادخالها لحساب «الواتساب» من اجل تفعيلة فقمت بإدخال الرمز وما هي الا دقائق حتى شُطب حسابي على «الواتساب» ولم اعد استطع القيام باي حركة. في هذه اللحظة تذكرت بعض الاصدقاء الذين تمت قرصنتهم قبلي فاتصلت بأحدهم وقد نصحني بالذهاب الى وحدة الجرائم الالكترونية وبالفعل ذهبت الى هناك وقدمت شكوى بحق الفاعلين. إلا أن المثير بالقصة أن المُقرصن بدأ بإرسال رسائل الى الارقام المخزنة في التلفون يستدرجهم فيها بالحديث ثم يطلب منهم صورة عن بطاقات حسابهم بحجة انني محتاج الى مبلغ مالي. وبعده بقليل انهالت المكالمات التلفونية عليّ من كل الاصدقاء الذين اكتشفوا سرقة حسابي على «الواتساب» محذرين ومنبهين مما يقوم به المقرصن. وبالتعاون مع الاخوة من وحدة الجرائم الالكترونية استطعنا بعد 24 ساعة من وقف حساب المقرصن وبنفس الوقت شطب حسابي لأن المقرصن وصل الى رمز تفعيل المصادقة الثنائية وبالتالي كان لا بد من شطب الحسابين حيث قام الاخوة في الجرائم الالكترونية بارسال رسالة الى فريق الدعم في شركة «واتساب». وبالفعل ردت الشركة برسالة على البريد الالكتروني تطلب الانتظار لمدة اسبوع ثم القيام بعمل خطوات معينة لاعادة تسجيل الحساب مع وضع رقم جديد للمصادقة الثنائية. استطاع الأصدقاء الذين تمت قرصنة حساباتهم اعادة حساباتم من جديد ولكنني حتى اليوم لم استطع ارجاع حسابي على «الواتساب» وعليّ الانتظار، مدة سبعة ايام،حتى مساء اليوم الخميس حتى يستطيع الاخوة في وحدة الجرائم الالكترونية اعادة تفعيل الحساب من جديد.
والحقيقة انني يجب أن أشكر الاخوة في الامن العام الذين ابدوا تعاونا كبيراً وفي مقدمتهم مدير البحث الجنائي العميد فراس الخطيب ومدير وحدة الجرائم الالكترونية المقدم رائد الرواشدة.
كل الشكر لجهاز الامن العام على هذا التطور الهام.