المحامي مصطفى فريحات
مرحلة المجتمع المدني
كتب:المحامي مصطفى فريحات
تكاد تغيب تماما الأيدلوجيات التقليدية في المرحلة الراهنة التي تعيشها غالب الشعوب و بخاصة الأيدولوجيات الدينية منها ليحل محلها أيدولوجية المجتمع المدني بشرائحه واهتماماته الحداثية المتعددة و المختلفة ، حيث إن العمل المدني بمفهومه الواسع هو التأسيس الحقيقي الجديد للعمل الديني والسياسي والثقافي بكامل أشكاله و صوره .
و تأتي مرحلة العمل المدني لتضم في ثناياها كل الجهود المجتمعية الشعبية ممثلة بجميع مؤسسات المجتمع التطوعية ومعها المؤسسات الرسمية وصولا الى بناء مجتمع قوي يصهر كل الطاقات الفردية والجماعية في بوتقة المجتمع الواحد .
وتأسيسا على ذلك يعمل في المجتمع المدني المتطور أصحاب العمل الثقافي و أصحاب العمل الخيري والتجاري و السياسي والديني والفني والعشائري والبيئي وغيره .. عبر المؤسسات المدنية جنبا الى جنب المؤسسات الرسمية بنشاط و تكامل يستوعب الجميع في وظائفهم الرسمية و غير الرسمية منها .
أما في حالة المجتمعات النامية أمثال مجتمعنا و التي تعاني من أزمات يومية وتاريخية فتجد أبنائها لا يتخذون الموقف المجتمعي الفاعل غالبا عبر الانخراط في مؤسسات العمل المدني فتكون النتيجة عزل الفرد والجماعة عن تأدية الأدوار المطلوبة و إيصال الرسائل المقصودة لصانع القرار وصاحب الولاية ، وبالنتيجة استمرار لبقاء الحال المتردي أساسا على ما هو عليه دونما تغيير أو إصلاح أو علاج .
ومن هنا وجب الوعي الكامل بأهمية المشاركة المدنية من الفرد للوصول إلى المستقبل الأفضل لمجتمعنا وأمتنا لحل مشاكلنا الاقتصادية والأخلاقية و غيرها ، إذ لا بديل بعد هذا عن مشاركة الفرد الواحد بكامل إمكاناته وقدراته ضمن توجهاته واهتماماته الخاصة للعبور و تحقيق التنمية المجتمعية والانسانية المنشودة ونبذ المواقف السلبية والانكفاء بتوجيه النقد على صفحات التواصل أو البث بها بعجز في أروقة الغرف المغلقة ..
فهل آن الأوان لدق ناقوس المشاركة ورسم صورة التغيير التي نحب أن يشاهدها العالم !!