أ. د. بـــــــلال أنس أبوالهــدى
المواطنين في الدرجة الأولى ومن ثم المقيمين بشكل مؤقت من دول أخرى، طلاباً، دبلوماسيين أو لاجئين أوزائرين أومسافرين عبوراً (Transit) بالدولة خلال رحلة سفر متعددة المحطات هم وقود محركات الحركة الإقتصادية في أي دولة في العالم. ولما تقدم فكلما زادت أو إرتفعت الضرائب على كل من ذكرنا في أي دولة كانت أدى ذلك إلى الإقتصاد في المصاريف أو الإحجام عن المشتريات إلا الضروري منها لديهم أجمعين وهذا بالتأكيد يؤثر على الحركة الإقتصادية في الدولة على كل مستوياتها التجارية وبالتالي يؤدي إلى إنخفاض العوائد على التجار في كل ميادين التجارة وبالتالي على الدولة وينعكس ذلك على أبواب الإيرادات في ميزانية الدولة بشكل مباشر. . وحيث أن أبواب النفقات في أي دولة بإزدياد لإزدياد عدد السكان وإزديات مصاريف المسؤوليات فسوف يؤدي ذلك إلى عجوزات في الميزانية بإستمرار وبشكل تراكمي. وهذا الأسلوب هو المفضل والمتبع من قبل رؤساء وزراء كثيرا من الدول، وهو اللجوء إلى جيوب المواطنين والمقيمين والمسافرين عبوراً في تغطية عجوزات الميزانية. علما بأن هذا الأسلوب لا ولم ولن يجدي نفعاً وهذا ما عايشناه خلال السنوات الماضية في أردننا العزيز بل زاد الوضع الإقتصادي سوءاً وتفاقماً. لاتخلُو الحياة من الأخطاء، ولكن علينا أن لا نجعل الأخطاء مصائب، بل علينا أن نقوم بتصويب الأخطاء وعدم الوقوع فيها مرات عديدة، فما خُلقنا مُتعلمين، ومن لا يخطئ لايتعلم. ولكن نتساءل: هل رؤساء حكوماتنا منذ سنوات عديدة، تعلموا من أخطائهم أم لا؟ الجواب عندهم وعند أفراد الشعب.
ولقد إستسهل رؤساء الحكومات في الدول الإسلامية والعربية بفرض ضرائب جديدة وبرفع الضرائب الموجوده على المواطنين بنسب غير معقولة وعالية وبشكل مستمر ويتفاخر بعضهم بذلك، ظانين أنهم سيحصلون على إيرادات سريعة للإنفاق وتغطية عجوزات ميزانيات دولهم المتراكمة، إلا أن الأوضاع الإقتصادية والعجوزات في الميزانيات إزدادت سوءاً. رغم أن إبن خلدون العالم الإسلامي والعربي وضع أسس إقتصادية منذ سنين طويلة حيث قال: للحصول على عائدات ضريبية أعلى وسريعة، علينا بخفض معدل الضرائب، وهي أسس اقتصادية مجربة وناجحة. وقد إستفاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أسس إبن خلدون الإقتصادية وقام بتطبيقها عملياً في العام 2021/2022 حيث قام بخفض الضرائب في بريطانيا على المواطنين والمقيمين والمسافرين عبوراً ونجح في إنعاش الإقتصاد البريطاني، وصرَّح بأنه إستفاد كثيراً من كتاب ابن خلدون ” مقدمة ابن خلدون “. فمن الأحق في الإستفادة من مقدمة ابن خلدون، القادة والمسؤولين الأجانب أم المسلمين والعرب؟. فنخاطب رؤساء وزرائنا في جميع دولنا الإسلامية والعربية وفي أردننا بالخصوص بأن يبادروا إلى خفض الضرائب وأسعار المشتقات النفطية حتى تعود محركات حركة الإقتصاد إلى عملها ونشاطها وحيوتها من قبل من يحركها وينعشها (وقودها) وهم المواطنين والمقيمين والزائرين والمسافرين عبورا.