يسرى أبو عنيز
بأي ذنب قُتلت؟هذا هو لسان حال أبناء الأردن ، كما هو حالنا ونحن مصدومون من هول هذه الجريمة التي ارتكبت بحق المرحومة الطالبة إيمان إرشيد يوم الخميس الماضي في جامعة العلوم التطبيقية ،بعد أن تم إطلاق 5 رصاصات نحوها ،وأردتها قتيلة،بعد خروجها من الإمتحان في جامعتها في العاصمة عمان.
نعم هي جريمة بشعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى،وهي جريمة هزت الشارع الأردني،كما هزتنا جميعا لهولها،وغرابتها عن مجتمعنا،ونحن الذين لم نعتد على هذا النوع من الجرائم سوى السماع عن وقوعها،أو القراءة عنها في الدول المجاورة. فطرت قلوبنا هذه الفتاة التي ذهبت لتلقي العلم،وعادت بكفنها إلى قريتها كفر الماء في الشمال الأردني،نعم فطرت قلوبنا المرحومة إيمان ارشيد،كما فطرت قلوب من عرفها،وذويها،والذين ندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان على هذه الفاجعة المؤلمة حد الفاجعة.
نحن لا نعرف المرحومة إيمان ارشيد ،ولكننا نعرف أنها ضحية قُتلت بدم بارد من قبل من قتلها،فكيف لهذا الشخص أن يقتل هذه الطالبة ،وبأي ذنب قتلها،وحتى وإن كان هناك ذنب فإن إزهاق روح بشرية بريئة مثل المرحومة إيمان ليس حلا،وحتما لن يكون الحل في أي حال،ولا ارتكاب مثل هذه الجريمة حلا. أوجعنا رحيلك يا إيمان،كما اوجع والدتك الفاقدة لفلذة كبدها،ووالدك المكلوم وأسرتك،فالبراءة ،والطيبة بادية على ملامحك يا فقيدتنا ،وفقيدة كل بيت أردني،وفقيدة كل الجامعات في المملكة..
رحمك الله رحمة واسعة،وأسكنك فسيح جناته يا شهيدة العلم ،وأعان الله أهلك على مصابهم،ووجعهم،وقساوة الفراق،وتعازينا لهم، ولأنفسنا بعد أن بتنا لا نرفق بالقوارير كما أمرنا ديننا الحنيف.