يسرى أبو عنيز
بالأمس الجمعة ،وبعد دفن الزميلة الشهيدة شيرين ابو عاقلة بجانب والديها في القدس،سيكون لنا البكاء والحزن على رحيل شيرين التي فارقتنا روحها،ولكن ذكراها باقية،وسيكون الفرح للقائها بوالديها بعد أن فقدتهم منذ فترة ليست ببسيطة. شيرين ستلتقي بعائلتها الصغيرة والذين غيبهم الموت عنها،وتترك عائلتها الكبيرة،وهي بيوتنا على امتداد الوطن العربي ،تلك البيوت التي دخلتها من خلال عملها في قناة الجزيرة ،أو من خلال زمالتها،أو صداقتها مع الكثير منا. وشيرين أبو عاقلة والتي قتلها الصهاينة بدم بارد يوم الأربعاء الماضي ،كانت وستبقى شوكة في حلق الصهاينة،فقد ازعجتهم حية،وازعجتهم ميته،وما فعلوه خلال جنازتها يوم امس لدليل واضح على ذلك،لأنهم وإن قتلوها فإن صوتها باقي في مسامعنا جميعا،بعد أن عرتهم على مدار ربع قرن من نقل الصورة الحقيقية لجرائمهم البشعة في فلسطين ،وستكون حاضرة في كل قرى ومدن فلسطين ،كما هي حاضرة في قلوبنا. ومن يشاهد ما جرى لشيرين من مراسم دفن في جنين ورام الله ،والقدس،وما أقيم لها من بيوت عزاء يعلم كم كانت محبوبة من قبل الناس،ومدى قربها منهم،وليزداد حبهم لها بعد استشهادها،خاصة أنها أبت الموت إلا حره،وشامخة كالأشجار حتى وإن سقطت أرضا بعد أن أصابتها الرصاصة بمقتل. والشهيدة شيرين التي فقدت والديها منذ فترة طويلة ،اتخذت من جميع الفلسطينيين أهلا لها،فكل فلسطين أهلها،بل وكل عائلة على أرضها عائلاتها،فلم تكون وحيده لا في حياتها ولا في مماتها ،فهي ابنة القدس وبيت لحم،ودمها روى جنين،وجثمانها شُيع في جنين ورام الله والقدس،ودفنت في القدس،وبيوت العزاء فى عمان وفي كل مكان،ونعتها كل الفعاليات،والهيئات في العالم،كما نعتها جامعتها،جامعة اليرموك كواحدة من الخريجات المتميزات في تخصص الإعلام وهي ابنة الوطن العربي،وأخت لكل الأحرار على امتداد الوطن العربي.