دان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني إعلان الحكومة الإسرائيلية عن بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد المومني أن النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية غير قانونية ومرفوضة بالمطلق، وتشكل تهديدا مباشرا لخيار السلام وتحديا لإرادة المجتمع الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، وأضاف أن المجتمع الدولي بأسره يرفض الاستيطان ويعتبره غير قانوني، وقد جاء قرار مجلس الأمن 2334 ليعكس بوضوح الإرادة الدولية الجامعة بهذا الشأن.
وشدد على أن الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب الرامية لتغيير الأوضاع على الأرض في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستباق نتائج مفاوضات الوضع النهائي، وعلى رأسها النشاطات الاستيطانية، تمثل تقويضا ممنهجا لآفاق السلام، وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة.
وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، إقامة 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، بينما يستعد الفلسطينيون لجولة أخرى من “مسيرات العودة”، اليوم الجمعة، ضد نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة.
وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن “منح تصاريح لإقامة 2500 وحدة استيطانية بالضفة الغربية الأسبوع المقبل”، مشددا على أن الاستيطان سيشمل جميع أرجاء الضفة.
وقال ليبرمان، في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، إن “مجلس التخطيط في الإدارة المدنية سيوافق على منح تصاريح بناء لـ2500 وحدة سكنية جديدة في الضفة الأسبوع المقبل”، مبينا أن من بين هذه الوحدات 1400 ستمنح تصاريح بناء فورية.
وأضاف “سنقوم بالبناء في كل أرجاء الضفة الغربية، من الشمال إلى الجنوب، في التجمعات الكبيرة والصغيرة، وسنستمر في استيطان وتنمية الضفة، فعلا وليس قولا”، بحسب قوله.
في سياق متصل، حكمت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس لصالح إزالة قرية خان الأحمر البدوية في الضفة الغربية المحتلة رغم حملة شاركت فيها حكومات أوروبية لانقاذها.
وقال ناشطون مدافعون عن القرية إن المحكمة العليا كانت الملاذ الأخير المتاح للاعتراض على هدم القرية القريبة من مستوطنات إسرائيلية شرق القدس ويعيش فيها 180 شخصا في مساكن أغلبها من الصفيح. ولكن لم يتضح متى سينفذ أمر الهدم.
وقالت المحكمة انها “لا تجد سببا للتدخل في قرار وزير الحرب تنفيذ أمر الهدم الصادر ضد مساكن القرية غير القانونية في خان الأحمر” وأوصت بأن “ينقل السكان إلى مكان آخر” في حين قال معارضو قرار الهدم انه يوازي التهجير القسري.
ورأت المحكمة ان منازل القرية أقيمت من دون الحصول على تراخيص بناء من المعروف أنه يستحيل تقريبا على الفلسطينيين استصدارها في مناطق سيطرة إسرائيل التامة المصنفة “أ”.
وقال المحامي شلومو ليكير ممثل القرية في بيان أن “القرار يزيل الحد الأدنى من الحماية التي كانت توفرها المحكمة إلى وقت قريب للمجتمعات البدوية”.
ويتوقع أن يثير القرار غضب حكومات أوروبية خاضت حملة لانقاذ القرية التي زارها الاسبوع الماضي القنصل العام البريطاني في القدس وقال في شريط فيديو نشر على مواقع التواصل إن خطة الهدم “مثار قلق عميق للمملكة المتحدة وكذلك للاتحاد الأوروبي”.
وفي الأثناء؛ اتخذت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار الاستعدادات اللازمة لاستكمال “مسيرات العودة”، اليوم، في قطاع غزة.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خالد البطش، أن “مسيرات العودة في قطاع غزة لن تسمح بسرقة القدس، وستظل في الواجهة حتى تُفشل صفقة القرن”، الأميركية.
وأضاف البطش، خلال كلمة له في مخيمات العودة شرق غزة بحضور الهيئة وقادة الفصائل الفلسطينية، أن “مسيرات العودة ستعيد للشعب الفلسطيني حقه في العودة إلى أرضه، وستكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة”.
وأكد أن “الشعب الفلسطيني يكافح ويناضل من أجل العودة التي لا مفر منها، حيث سيعيد بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أرضية مسيرات العودة، والوحدة الوطنية وفق قاعدة الكفاح الوطني في مواجهة المحتل”.
ولفت إلى أن “هناك مؤامرات مستمرة تحاك من أجل تمرير ما يسمى “بصفقة القرن”، معتبرا أن ملامحها بدأت بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتجلت ذروتها في الصورة التي رفعها السفير الأميركي لدى الكيان الإسرائيلي، ديفيد فيردمان، وهو يسرق الأقصى منا نهارا جهارا”.
وأكد البطش، أنه “كان من المفترض أن تكون غزة بأهلها المحاصرين جسرا لتمرير صفقة القرن والتطبيع العربي مع العدو، لكن أهالي غزة فاجأوا الجميع بمسيرات العودة وكسر الحصار”، مضيفا أن “المسيرات شكلت عائقا كبيراً أمامها لا تمر”.
ووجه البطش رسالة للعدو قائلا: “سنحول بمسيراتنا الشعبية وبأدواتها البسيطة وطائراتنا الورقية وبوحدات قص السلك وغيرها من الوحدات العاملة بالمسيرات، المستوطنات المحيطة بغزة، أو ما تسمى بغلاف غزة إلى الصورة التي كانت عليها المستوطنات الصهيونية بغزة قبل تفكيكها”.
وقال إنه “بالرغم من الفرق الهائل في موازين القوى، إلا إن هناك شيئا لا يملكه الاحتلال ويمتلكه الشعب الفلسطيني، وهو الإصرار والإرادة والتضحية”.