زها الثقافي محور التنمية الثقافية والفنية والاقتصادية
اعد التقرير : الزميل ممدوح النعيم
يعد مركز زها الثقافي من اهم المراكز الثقافية في المملكة نتيجة ما يوفره من بيئة جاذبة للفئات التي يستهدفها من خلال برامجه المتنوعة والتي جعلت من مركز ثقافيا شاملا يوفر فرص التدريب والتفاعل الاجتماعي الإيجابي وتعزيز المهارات للأفراد.
في مراكزه التي تنتشر في محافظات والوية المملكة خاصة في المناطق التي تفتقر لوجود مؤسسات ثقافية اجتماعية شاملة , تعد مراكز زها منارة تضيئ درب الأجيال بأدوات العلم والمعرفة التي تتوافق مع متطلبات العصر وفي مختلف المجالات التي تقدم عبر دورات يقدمها أصحاب الاختصاص.
البدايات، جاء تأسيس مركز زها الثقافي في العام 1998 بتبرع من المرحومة السيدة زها جردانه منكو , ويتبع امانة عمان ويديره مجلس اشراف تراسه الاميرة عاليه الطباع .
ويقدم خدمات مجانية للفئات العمرية المستهدفة , من خلال تامين بيئة تفاعلية تمكنهم من ممارسة النشاطات والمشاركة بالدورات التي ينظمها المركز في كافة فروعه المنتشرة في محافظات والوية المملكة .
ومن خلال منحة مقدمة من الديوان الملكي وبالتعاون مع امانة عمان ووزارة التخطيط ,ووزارة الإدارة المحلية وبالشراكة مع مؤسسات دولية ينهض المركز بخططه وبرامجه التي تقوم على تحقيق جملة من الأهداف التعليمية والتوجيهية والابداعية .
ومن المشاريع الريادية التي ينفذها مركز زها الثقافي والتي تتصل ببيئة الأطفال انشاء مشروع يعنى بتحسين الوضع البيئي والصحي للأطفال , مشروع (Play area) وهو عبارة عن إنشاء غرف ألعاب للأطفالِ في المُستشفيات الحكوميَّةِ والعسكريّة، وفي كافة محافظات المملكة , وقد تم إنشاء 24 غرفة .
إضافة الى مشاريع إعادة تأهيل عدد من المراكز الصّحية ومراكز الأمومة والطُّفولة والتي تقود الى رفع سوية الخدمات الصحية المقدمة للام والطفل.
ومن المشاريع الريادية مشروع تحسين رِياض الأطفال، وتم تنفيذ 16 روضة أطفال في كافة محافظات المملكة خاصة بالمناطق النائية , إضافة الى مدرسة شركة البوتاس النموذجية لشلل الدماغي والتي جهزت بمكرمة ملكية سامية .
جاء مشروع التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء في غور الصافي ليكمل حلقة الإنجاز وتحقيق الأهداف التي تقود بالنتيجة الى دفع المجتمع نحو الإنتاج ,من خلال تدريب 125 سيدة على إدارة الاعمال والمشاريع الصغيرة, بالشراكة مع UN-Habitat وبلدية غور الصافي, ومنظمة العمل الدولية ILO والتي ستقوم بدورها بدعم وتنفيذ 30 مشروع , وتعد مناطق الاغوار الجنوبية من اكثر المناطق فقرا .
جاء ارتباط اسم زها بالثقافة ليعكس مجموعة القيم والاهداف التي يسعى من اجل تحقيقها وايصال مجموعة من الوسائل والتقنيات عبر التدريب والتأهيل للإنسان الذي هو محور التنمية بمفهومها الشامل فكان للبيئة والصحة والتعليم والطفل والمراءة النصيب الأكبرفي برامج وخطط ورؤى واعمال المركز.
فكانت برامج تحفيز وتفعيل الطاقات الفكرية والابداعية عند الشباب من خلال إقامة العديد من دورات الفكر والابداع ,التي تستهدف الأطفال من الفئة العمرية ما بين السادسة الى السادسة عشرة, عبر دورات متخصصة في تطوير الأداء الذهني, مثل برمجة وتصميم الروبوت الآلي، والكترونيّات، والحساب الذّهنيّ السَّريع، ومفاتيح الدماغ.
إضافة الى دورات الموسيقى والفنون الأدائيّة واحتضان المواهبِ النّاشئة، لنشر الوعي الثّقافيّ والفنّيّ، وذلك من خلال إنشاءِ أكاديميّة المُوسيقيّين الصِّغار لتعليم الأطفال فنونَ العزف على الآلاتِ المُوسيقيةّ، كالأورغ، الكمان، والجيتار، وتدريب الأطفال على كثير من الفنون الأدائيّة؛ مثل (الباليه)، والدبكة.
لقد تمكنت الدورات والاهداف الموضوعة من قبل لجنة الاشراف وإدارة مركز زها ممثل بالمديرة التنفيذية رانيا صبيح من الانتقال من التخطيط النظري التي التنفيذ العملي وأصبحت الرؤى واقع وحقيقة يلمس أثرها الإيجابي كل متابع ومهتم.
تم اطلاق موقع صحيفة زها الإلكترونية لتكون رسالة ومنبر علم ومعرفة يقوم على اعداد موادها الصحافية مجموعة من الأطفال ليكونوا رسل محبة وسلام , بعد تلقيهم دورات في مجال المهارات والفنون الصحفية ليقدموا للعالم الرسالة والمبادئ الحقيقية التي يجب ان يكون عليها الاعلام .
حضور بهي وعطاء نقي , وتكريم ملكي إنجازات بحجم الوطن وإدارة تعمل بصمت وتنجز باقل وقت, تقوم على خدمة الانسان وتحسين ظروف معيشته .
زها الثقافي غدا خيمة مشرعة لكل أبناء الوطن فيها الأمان والعلم والمعرفة وقيم الحق والمحبة والسلام , فكان لها الحق بالوسام الملكي المقدر الذي تسلمته المديرة التنفيذية للمركز من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .
وسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى بداية مرحلة لتعزيز الانجازات والمضي نحو بناء الانسان عماد الوطن .