سهير الصمادي تطلق مشروعا خاصا للتغلب على ‘‘صعوبة العيش‘‘
تتغلب الثلاثينية، سهير الصمادي، على المصاعب والتحديات التي فرضتها عليها حياتها الجديدة، بعد أن أتمت الثامنة عشرة، منتزعة حقها في التعليم بعد 11 عاما من الزواج، وحصلت على شهادة في إدارة الأعمال.
لم تستطع الصمادي التي تزوجت وهي في الثامنة عشرة من عمرها زواجا تقليديا، أن تعمل في وظيفة رسمية بعد تخرجها، بسبب خوفها على أبنائها الثلاثة، معتبرة تربيتها مسؤولية على عاتقها ولا يمكنها التهاون في ذلك. وتوضح الصمادي، قائلة “المشاكل التي نسمعها في الحضانات جعلتني أخاف ولم أجازف في موضوع تربية أبنائي”، فتوجهت للتفكير بمشروع تديره من منزلها ويحسن أوضاعها الاجتماعية بدون أن تضطر للخروج من المنزل أو أن تترك أبناءها.
التفكير في مشروع خاص أخذ حيزا كبيرا من تفكير الصمادي، فتوجهت إلى معهد الملكة زين الشرف التنموي، وحصلت من خلاله على دورات في التنمية والتطوير وتمكين المرأة، كما حصلت على دورة في المطبخ الإنتاجي ودورة مدرب محترف “Tot”، كمنحة من قبل المعهد وفق نقاط معينة وصلت إليها.
كما حصلت الصمادي على دورة تدريبية مع اليونيسف حول الرعاية الوالدية للأبناء لمدة ستة أشهر، تمكنت من خلالها من إعطاء دورات تدريبية في كثير من الجمعيات في مجال العمل التطوعي.
ومن جانب آخر، تبدع الصمادي بعمل العديد من أنواع الحلويات والكوكيز والبيتيفور، وأصبحت تؤمن العديد من طلبيات البيتيفور للورش في الجمعيات والمعاهد التدريبية، كما كانت تزود مركز الأميرة بسمة للتنمية، بالحلويات، عند عقد دورات تدريبية إلى أن قاموا برفض التعاون معها واشترطوا أن يكون عملها مرخصا وضمن معايير وشروط.
ترخيص مشروع الصمادي لم يكن بالأمر الهين، لافتة إلى أن ترخيص المشروع يتطلب الكثير من الإجراءات والفحوصات المخبرية التي تضمن صحة وسلامة المنتجات، فتوجهت لأخذ دورة تدريبية مع مشروع ريادة الأعمال للفحص الجرثومي عن طريق مختبرات البيئة للفحوصات الجرثومية، وحصلت من خلالها على فحص المنتجات التي تقوم بتصنيعها.
وتنفرد الصمادي عن غيرها، بصناعة “سويسرول التمر الصحي الخالي من السكر”، وهو منتج صحي خاص بها، إلى جانب عدد من أنواع الحلويات والباتسري الأخرى، منوهة إلى الاستفادة الكبيرة التي حصلت عليها منها، وعملت لديهم فحصا لمنتجاتها التي تبينت بأنها آمنة وصحية، كذلك مكان التصنيع.
وتردف الصمادي “بعد فترة قمت بترخيص وتسجيل المشروع في غرفة الصناعة والتجارة وأمانة عمان الكبرى”، كما قامت بعمل صفحات رسمية لمشروعها على موقعي التواصل الاجتماعي؛ “فيسبوك” و”انستغرام” باسم “زين وماريا”، كما تقوم بتسويق منتجاتها عبر تطبيق “بالفرن” على “واتس اب”، تحصل من خلاله على عمل ولكن ليس كثيرا.
وتصف الصمادي، شعورها، بالراحة الكبيرة بعد ست سنوات من العمل غير المنظم، لافتة إلى أن ترخيص عملها بشكل رسمي فتح لها آفاقا واسعة ومكنها من التواصل مع مركز الأميرة بسمة وتزويده بطلبيات في المناسبات المختلفة.
وتبين “سأستثمر في السوشال ميديا حتى أصل لأكبر عدد ممكن من الناس”؛ إذ تقوم إلى جانب طلبيات الجمعيات والمراكز التدريبية، بعمل كوكيز للمناسبات المختلفة مثل عيد الميلاد المجيد، أعياد الميلاد، التخرج والزفاف، ومعمول وكعك العيد وغيرها من المناسبات الأخرى.
وبالرغم من النجاح الذي تمكنت الصمادي من تحقيقه، إلا أن هناك الكثير من التحديات التي واجهتها خلال عملها، أهمها عدم وجود المعدات والآلات اللازمة للتصنيع مثل العجانة والأفران الكبيرة التي تساعد على توفير الوقت والجهد في التصنيع، فضلا عن صعوبة التسويق.
وتجد الصمادي، أن المشاركة في البازارات ليست بالفكرة الناجحة كثيرا ولا تستهدف الشريحة الحقيقية المعنية بالشراء، وتحتاج إلى ترويج بشكل واسع وكبير.
وتذهب الصمادي إلى أن “نجاح أي مشروع يكون بتنظيمه واستمراريته، فالحياة كلها تحديات،” مشجعة كل سيدة على التوجه للعمل حتى لو من المنزل والتفكير بمشروع خاص بها، لاسيما وأن الحياة أصبحت أسهل مع مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتوجه الصمادي، بالشكر الكبير لعائلتها وزوجها اللذين كانا مصدر نجاحها والداعم لها على الدوام، مشيرة كذلك إلى دور مختبرات البيئة ومشروع ريادة الأعمال الذي وقف إلى جانبها ودعم مشروعها من خلال الدورات التدريبية والإمكانيات المادية.