طريق يصل من عمان إلى بغداد ودمشق يمر من طهران
- قبل أن يغادر بعث السفير الايراني السابق في عمان ، محبتي فردوسي بور، عدة رسائل، إلى من يهمه الامر في الاردن ان الطريق إلى إعمار بغداد ودمشق تمر عبر طهران.
السفير الذي عاتب المسؤولين الاردنيين بعدم استقبال وزير الخارجية الايراني جواد ظريف وعدم تسمية سفير في طهران أو قبول تعيين سفير جديد في عمان، وذلك بحسب ما علمت به “عمون “.
بدرجات متفاوتة
تعليقا على ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الاسبق ، د. جواد العناني، لـ “عمون” إن وجود شبه إجماع دولي، على تغلغل ايران داخل دوائر صنع القرار في العراق بدرجات متفاوتة، لافتا الى ان هناك من ينصح الاردن بـ “تدفئة ” العلاقات مع ايران إلى الحد الممكن ومن دون إثارة امريكا أو دول الخليج.
وطالب د. العناني ، الاردن بإجراء حوار على مستوى عال بين القيادات الاردنية والامريكية والسعودية وغيرها على قاعدة ضرورة مراعاة الظروف الجيوستراتحية في المنطقة وكذلك بناء العراق لافتا إلى ضرورة حصول الاردن على حصته ، جراء ما تحمله من اعباء طيلة السنوات الماضية.
وحث نائب رئيس الوزراء الاسبق ، عمان بتدفئة العلاقات مع ايران وذلك بالموافقة على الاستمزاج الايراني لتعيين سفير والسماح للسياح الايرانيين بزيارة الاماكن المقدسة في الجنوب وغيرها .
ونصح د. العناني باعتماد المرونة السياسية خصوصا ان الاردن والعراق وقعا 17 اتفاقية تبادل تجاري ومشروعات استراتيجية ، المنطقة الحرة وانبوب النفط، مشيرا الى مطالبة خبير النفط العراقي وزير النفط العراقي السابق عصام الجلبي بزيادة كمية النفط من مليون متر مكعب الى 2 مليون متر مكعب اضافة إلى تطوير وسائل النقل بين البلدين ما يخدم المنطقة برمتها .
واشار الى ان فريق عراقي من (أهل السنة والشيعة) يرغب بالانفتاح على الاردن ويعتبر الامر ضروري للاقتصاد العراقي خصوصاً في مرحلة الاعمار .
وقال العناني ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران ولقاء المرشد الاعلى الايراني الامام الخميني والاستقبال الذي حظي باستقبالا حاشدا، يشير إلى يعني فتح الابواب بين سوريا وايران، يجب على الاردن ودول المنطقة الدخول فيه.
العتوم: عبر البوابة الايرانية
إلى ذلك ، أكد الخبير في الشأن الايراني د. نبيل العتوم أن الايرانيين يؤكدون مرارا وتكرارا ان اي عملية تطبيع إقتصادي مع سوريا او العراق يجب ان تمر عبر البوابة الايرانية، ومنهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس مجلس الشورى الايراني ، علي لاريجاني ويجاهرون به ايضاً
وقال د. العتوم ان ايران تحاول توظيف الورقة الاقتصادية، لممارسة الابتزاز من خلال الملف العراقي ، لافتا إلى ان ايران تحاول استخدام ورقتي العراق وسوريا لتخفيف العقوبات الدولية عليها بعد فرض وجبتين من العقوبات على ايران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الايراني .
وأضاف، الاردن يفكر بخيارات كثيرة من خلال التعامل مع الموقف الشائك ويحاول ممارسة دبلوماسية الوسطية والاعتدال من خلال “التقارب “و “تلطيف ” الاجواء ومع ايران بالتزامن الحفاظ عل مصالحه .
وزاد، موقف الاردن صعب جداً، لان متطلبات الموقف العربي مع ايران سيما دول الخليج العربي الذي لا يستطيع ان يضحي بعلاقاته الاستراتيجية مع الخليج على حساب علاقاته مع ايران .
ونوه، إلى أن اشكالات كثيرة قد تخلق أمام الاردن على وجه التحديد في محاولة فهم خاطئة لاية محاولة تقارب مع ايران مشدداً على ان الدول العربية ، لم تقدم ماهو مطلوب منها للخروج من عنق الزجاجة بالنسبة للاردن اقتصادياً .
واكد العتوم ، ان الاردن اختار خط وسط وقاد دبلوماسية من خلال القمة التاريخية وزيارة الملك عبدالله الثاني لبغداد واوصل رسالة واضحة تتضمن اهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين بحيث لا يكون هناك “لا غالب ولا مغلوب “.
وأشار خبير الشأن الإيراني ، إلى محاولة تشوية للموقف السياسي للاردن من قبل سياسين ايرانيين وعراقيين ، هم في مركز صنع القرار من خلال “نبش”التاريخ والاشارة الى وقوف الاردن إلى جانب العراق خلال حصار الشعب العراقي والحرب العراقية الايرانية إضافة إلى تسويق بعض لروايات عراقيين لاثارة المكون الشيعي الموجود في العراق والدفع ببقاء العلاقات الاردنية – العراقية ترواح مكانها ، وتنتظر ضوء اخضر ايراني للمضي بالعلاقات قدما او عرقلتها .
وأشار الى أهمية الاتفاقيات الـ 17 الموقعة مع الجانب العراقي من إتفاقيات تجارية ، وتبادل السلع والترانزيت والاستراتيجية المنطقة الحرة المشتركة بين الجانبين ومد انبوب النفط من ميناء البصرة العراقي إلى ميناء العقبة الاردني، وهي مهمة للبلدين .
ولفت إلى المتغيرات الدولية بعين الاعتبار، منها تشديد العقوبات على ايران والضغط الغربي قد يحدث ارباك في السياسة الايرانية وربما تغييرات مرتقبة في الداخل الايراني على ضوء اتساع رقعة الاحتجاجات وانباء عن انهيار للوضع الاقتصادي بشكل كامل وغير مسبوق وانهيار العملة الوطنية “الدون” ومعركة كسر العظم بين التيار المحافظ والاصلاحي ربما يؤدي إلى اضعاف ايران من الداخل حيث ظهرت تلك المتغيرات تظهر من خلال تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني الذي اعلن ان ايران تعيش ظروفا غير مسبوقة وسياسين حاولوا اظهار ان ايران تسير نحو سيناريو “فسترويكا” بما يؤدي الى انهيار الدولة بسبب العقوبات .
وقال د. العتوم: ضعف ايران يعني انكفائها إلى الداخل والانسحاب من مداخيل ازمات الصراع الاقليمية، كذلك الانباء عن وجود صفقة امريكية – روسية مستقبلية حول سوريا ، وهو ما يفسر الهجوم الغير مسبوق من قبل وسائل الاعلام الايرانية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحذيرة من اي صفقة مع الغرب ، ما يمنع ايران من اتمام بناء الكردور الايراني وسحب القوات الايرانية والمليشات التابعة لها وابعادها عن الحل السياسي في سورية .
وشدد على قوة الموقف الروسي مهم لانه يجعل ايران تتواصل مع الشرق اي روسيا والصين وفي حال وجود صفقة حول سوريا والقرم واوكرانيا والدرع الصاروخية ، ما يضعف ايران ويخدم الموقف الاردني بالحد من تاثيراتها في السياسة العراقية.