عجلون : تراجع إنتاجية شجرة الزيتون بسبب الآفات الزراعية .
عجلون – علي فريحات
تعتبر شجرة الزيتون من أهم الزراعات الشجرية في محافظة عجلون لما تعكسه من اثر اقتصادي على المستوى الوطني .
وأصبحت الشجرة تعاني من تراجع الإنتاج بسبب الآفات الزراعية والأمراض واليباس في الأغصان و الجفاف بسبب قلة الأمطار والانعكاسات السلبية للانحباس الحراري والتغيرات المناخية على إنتاج الزيتون.
وطالب عدد من مزارعي الزيتون في المحافظة الحكومة إعطاء هذه الشجرة أهمية خاصة من خلال تكثيف عمليات الإرشاد الزراعي للتعرف على ما تتعرض له الشجرة لأنها تحتاج إلى عناية كبيرة كونها أصبحت تتعرض للآفات والأمراض والجفاف لعدم توفر كميات كافية من الأمطار لسقايتها مؤكدين أهمية زيادة مخصصات مشاريع الحصاد المائي كالآبار والبرك لاستغلالها لسقاية الأشجار من خلال المشاريع التي تمنحها وزارة الزراعة .
وقال رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين المهندس حسن الصمادي انه أصبح يتطلب من وزارتي الزراعة والمياه والري زيادة حصة المحافظة من مشاريع الحصاد وتقديم الدعم للمزارعين لإنشاء أبار تجميع المياه نظرا لما تعانيه الأراضي الزراعية من نقص مياه الري بسبب تراجع مستويات الأودية خلال الصيف بسبب تدني تساقط الأمطار .
وأشار المزارع محمد عزبي إن تراجع إنتاجية الزيتون خلال الموسم الحالي بسبب الجفاف الذي لحق بالأشجار مبينا أن عددا من المزارعين اضطروا لشراء صهاريج مياه لسقاية الأشجار لان هناك أشجارا تعرضت لليباس مطالبا وزارة الزراعة دعم المزارعين لعمل أبار لتجميع المياه واستغلالها لغاية لسقاية الأشجار .
وقال عضو مجلس المحافظة عمر المومني أن المحافظة تعتبر من المحافظات الأشد فقرا سواء في مياه الشرب والري بينما يتطلب مضاعفة الدعم المقدم من الحكومة والجهات المانحة لتوفير مشاريع الحصاد المائي من شانها أن تساهم في زيادة المساحات المروية التي أصبحت هي الأخرى تعاني من العطش وجفاف أشجارها بسبب تراجع المعدلات المطرية ومنسوب المياه في الأودية والاقنية .
وقال احد مزارعي الزيتون فهيم الصمادي أن شجرة الزيتون أصبحت بحاجة إلى دعم لأنها تعتبر مصدر دخل للكثير من المزارعين من خلال توفير الأدوية والمبيدات والأسمدة الزراعية لمعالجة المشاكل التي تواجهها الشجرة بالإضافة إلى إيجاد أسواق خارجية لتصريف إنتاج الزيت وعدم ترك المزارع يتخبط لوحده في مواجهة المشاكل التي تواجه هذه الشجرة لان المزارع أصبح يرزح تحت وطأة الأعباء والديون المترتبة عليه في مؤسسة الإقراض الزراعي .
ويقول المزارع محمد رشايدة إن موسم قطاف الزيتون العام الحالي كان جيدا كما أن سعر الزيت كان مناسبا رغم انخفاض الكميات مؤكدا أن موسم الزيتون يعد من أهم المواسم نظرا لانتشار آلاف الأشجار في المحافظة وهي التي توفر لهم احتياجاتهم من سلعة غذائية أساسية يسمونها “المونة” ويبنون آمالا على الفائض منها لبيعها وسداد احتياجات أسرهم مبينا أن المحافظة تتميز بأشجار الزيتون المعمرة “الرومي” والتي تتفرد بجودة زيتها وثمارها كما أن كثيرا من الأراضي الزراعية تم استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون منذ بضع سنين.
وطالب المزارع المهندس فايز نعيمات وزارة الزراعة بدعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم وكذلك تشديد الرقابة من الجهات المعنية لمنع بعض التجار الجشعين من التلاعب بالسلعة وتسويق المغشوش منها والإساءة لسمعة زيت المحافظة ذي الجودة العالية.
وبين المهندس الزراعي ماهر الصمادي أن شجرة الزيتون تعتبر من الأشجار العريقة القوية والمعمرة وهي مستديمة الخضرة وأصبحت تحتاج إلى عناية ورعاية كبيرة بسبب تعرضها للآفات والأمراض الزراعية .
وأشار إلى أهم العمليات الضرورية لتحسين إنتاج شجرة الزيتون كمواعيد القطاف والتقليم وإضافة السماد الطبيعي وحراثة الأرض مشيرا إلى أهم التحديات التي تواجه قطاع الزيتون الأردني والمتمثلة في محدودية الموارد والمساحة المتاحة للتوسع بزراعة أشجار الزيتون وضعف الإرشاد الزراعي والبحث العلمي المتخصص في هذا المجال مما انعكس على انخفاض الإنتاجية الذي رافقه ضعف الأسواق الاستهلاكية.
وشدد على ضرورة استخدام الطرق الجيدة والأساليب التقنية الحديثة في عمليات القطاف والعصر ذلك للمحافظة على جودة الزيتون وزيت الزيتون.
ويقول صاحب احد مزارع الزيتون ناصر الدبابسة أن هناك عدة طرق لتجديد أشجار الزيتون عبر عمليات التقليم والتطعيم على الجذور والجدوع وتجري هذه العمليات للأشجار الهرمة والمصابة بالآفات .
وبين المهندس الزراعي بسام فريحات أن هناك شريحة كبيرة من أبناء المجتمع العجلوني تعلن موسم الزيتون وما يرافقه من تحديات ومشاكل الأمر الذي يحتم على المؤسسات التعليمية والعلمية البحث والنقاش ومحاولة العثور على حلول ناجعة لمعالجة هذه المشاكل داعيا إلى تكثيف حملات التوعية والتثقيف من خلال الندوات وورش العمل التي تعنى بشجرة الزيتون ومناقشة الواقع والتحديات التي تواجهه هذه الشجرة .
وطالب صاحب احد المعاصر الدكتور سامي الخوالدة تشديد الرقابة من خلال مؤسستي الغذاء والدواء والمواصفات والمقاييس والأجهزة الرقابية الأخرى لمحاربة عمليات غش الزيت من اجل إيصاله إلى المستهلك بشكل امن وصحي وخالي من الغش من خلال تتبع حركة البيع والشراء وتقديم خدمة فحص الزيت مجانا على مدار العام بهدف السيطرة على عمليات الغش وضمان المنتج والمحافظة على ثقة المستهلك محليا ودوليا .
وأكدت النائب السابق سلمى ألربضي على أهمية توفير مشتل لغراس الزيتون البلدي لبيعه للمواطنين بأسعار رمزية بإشراف مهندسين زراعيين لتكون هذه الغراس خالية من الأمراض والطفيليات .
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان إن المحافظة تحتوي على آلاف الأشجار المعمرة والحديثة من أشجار الزيتون مشيرا إلى أن المديرية قدرت كميات الإنتاج لموسم العام الحالي حوالي 20 ألف طن من ثمار الزيتون تتوزع في لواء قصبة عجلون بواقع الثلثين ولواء كفرنجة بواقع الثلث بحيث يتم استغلال القسم الأكبر منها لعصرها فيما يذهب قسم منها للتخليل.
وأكد الشرمان أن المديرية ملتزمة بحماية أشجار الزيتون الرومي”الأمهات” ولا تسمح بالمتاجرة بها أو اقتلاعها إلا بعد الحصول على التصاريح من المديرية وفي حالات نادرة كفتح الطرق وتراخيص البناء.
وأوضح المهندس الشرمان العمليات ضرورية لتحسين إنتاج شجرة الزيتون كمواعيد للقطاف والتقليم وإضافة السماد الطبيعي وحراثة الأرض .
وأشار الشرمان إلى هناك مشاريع أيضا لبناء 30 بئرا بدعم من منظمة العمل الدولية بواقع 1200 دينار لكل شخص مستفيد مبينا أن المديرية نفذت مشروعا لتبطين قنوات الري في مناطق المحافظة المختلفة بطول 2200م بكلفة 80 ألف دينار إضافة إلى برابيش ري بطول 1450م ومشاريع جدران لحفظ التربة لـ 185دونما استفاد منها 25 مزارعا.