عجلون: مبادرات ومواثيق للتخفيف على الأسر وتنظيم العزاء في المآتم
عجلون- عامر خطاطبة
دفعت الظروف الاقتصادية، والأحوال المادية المحدودة لكثير من الأسر الفقيرة، إلى تبني مناطق وعشائر وناشطين مبادرات، وتوقيع مواثيق، تهدف إلى التخفيف على ذوي المتوفين خلال المآتم.
وأكد هؤلاء أنهم أطلقوا تلك المبادرات، ووقعوا على وثائق، بهدف التخفيف على أهل المتوفى، وتجنيبهم نفقات باهظة فوق مصابهم، في ظل ظروف مادية صعبة لكثير من الأسر، داعين إلى تعميم التجربة في جميع مناطق المحافظة وبين مختلف عشائرها، لتجاوز عادات، وصفوها بأنها لا تتماشى والسنة النبوية الشريفة.
ويقول الناشط زهر الدين العرود، أنه تم مؤخرا إطلاق وثيقة شعبية في بلدة حلاوة، تهدف إلى تنظيم شؤون العزاء، وذلك للتخفيف من الأعباء المادية التي تثقل ذوي المتوفى.
ولفت إلى أهمية هذه الوثيقة التي تأتي لتنظيم شؤون العزاء بما ينفع الناس ويحقق الأجر، من دون مغالة أو تبذير أو إسراف، مشيرا إلى أن بعض الممارسات دخيلة على العادات والتقاليد العربية والإسلامية الموروثة.
وأوضح أن الوثيقة جاءت للتركيز على أمور تساهم في تنظيم شؤون العزاء، بحيث سيكون مقر العزاء مفتوحا لثلاثة أيام لتقبل التعازي عقب صلاة العصر ولغاية الساعة العاشرة ليلا، والتأكيد على منع صنع الطعام من أهل المتوفى لما تشكله من مخالفة للشرع والسنة، والاكتفاء بتقديم القهوة والماء للمعزين، من دون الحاجة لتقديم التمور للتخفيف على البعض، لافتا إلى أن الوثيقة تشدد على ضرورة الاكتفاء بالمصافحة وعدم التقبيل وإعطاء الأولوية في تقبل العزاء والسلام للضيوف من خارج البلدة.
وأشار إلى أن الوثيقة ركزت على ضرورة التخفيف على أهل المتوفى بكل الوسائل الممكنة، موضحا أن هذه الوثيقة مطروحة أمام الجميع للنقاش ولإبداء الرأي.
كما جرى التوقيع على مبادرات مماثلة من عشائر في عدة مناطق من المحافظة، كمناطق عين جنا وكفرنجة والهاشمية وعنجرة.
ودعا ابو عاطف العسولي إلى ضرورة التخفيف من الأعباء على ذوي المتوفى إحياء لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بحيث يتم الاعتذار عن المشاركة في الطعام الذي يعده ذوو المتوفى، والاكتفاء بالمشاركة بصلاة الجنازة والتشييع وتقديم واجب العزاء.
ويؤكد محمد القضاة أن الظروف الاقتصادية الصعبة، والأعباء المادية التي تثقل كاهل المواطنين عند وفاة أحد أفراد العائلة، وإقامة بيت العزاء، وما يتبعه من مصاريف كثيرة، هو ما دفع العديد من العشائر إلى تبني هذه المبادرات التي تدعو إلى تغيير الأنماط الخاطئة من إسراف وتبذير وللتخفيف على أهل المتوفى، مشيرا إلى أن البعض يلجأ للاستدانة للإيفاء بتكاليف تلك العادات والأعراف.
وقال إن أبناء عشيرة القضاة وقعوا مؤخرا على وثيقة بشأن أمور العزاء، من حيث ساعات استقبال المعزين، وصنع الطعام وما يقدم في العزاء، مع مراعاة ظروف أهل المتوفى والاقتداء بالسنة النبوية.
وأشاد النائب السابق والأكاديمي في جامعة عجلون الوطنية الدكتور محمد طعمة بهذه المبادرات التي تساهم في مراعاة ظروف اهل المتوفى والاقتداء بالسنة النبوية الشريفة.
كما وقع ابناء عشائر بلدة الهاشمية على وثيقة مماثلة لتنظيم بيوت العزاء بما ينسجم مع السنة النبوية الشريفة، من عدم الاسراف والتبذير.
وتضمنت الوثيقة عدم قيام أهل المتوفى بصناعة الطعام ليتولى ذلك غيرهم من الأقارب، والاكتفاء بتقديم الماء والقهوة العربية في بيوت العزاء، وتقديم الضيوف لتقديم واجب العزاء بعد الانتهاء من الدفن على المقبرة، وان يبدأ استقبال المعزين في اليوم الثاني والثالث بعد صلاة الظهر، وذلك تخفيفا على أهل المتوفى، وعدم التوافد على منزل ذوي المتوفى قبل الدفن، ليتمكن أهله واقاربه من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، والتأكيد على أبناء العشيرة والافخاذ فيها بضرورة القيام بالتكافل والتضامن مع أهل المتوفى وصنع الطعام لهم.