كشفت دراسة نشرتها مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية، التابعة للجمعية الكيميائية الأميركية، أول من أمس، أن خطوة معالجة بديلة لثمار الكاكاو تسمى «الحضانة الرطبة»، ينتج عنها شوكولاته داكنة ذات مذاق مميز، يفوق مذاق تلك المصنّعة بعملية التخمير التقليدية للكاكاو.
وإنتاج الشوكولاته، إحدى أكثر الحلويات المحبوبة في العالم، هي عملية متعددة الخطوات تبدأ بحصاد حبوب الكاكاو الطازجة، ثم يتم تغطية الحبوب بعد الحصاد بأوراق الموز، وتُترك لبضعة أيام حتى تتخمر، وخلال هذا الوقت، تعمل الميكروبات في البيئة على تدهور اللب المحيط بالحبوب وتسخينها وتحمضها، ويتسبب هذا في تغيرات كيميائية حيوية في الحبوب تقلل من المرارة، مع تطوير النكهات والروائح الممتعة المرتبطة بالشوكولاته.
وطوّر العلماء من جامعة زيوريخ للعلوم التطبيقية بسويسرا، في الدراسة الجديدة طريقة بديلة غير جرثومية تسمى «الحضانة الرطبة»، حيث يتم ترطيب حبيبات الكاكاو المجففة غير المخمرة في محلول حمضي، وتسخينها لمدة 72 ساعة ثم إعادة تجفيفها، وهذه الطريقة، التي هي أسرع وأسهل من حيث التحكم في التخمير، أنتجت طعماً ورائحة مميزين في المنتج النهائي «الشوكولاته»، تفوق التخمير التقليدي.
وصنع الباحثون ألواح الشوكولاته باستخدام حبوب الكاكاو بالطريقة الجديدة أو الطريقة التقليدية، بالإضافة إلى إنتاجها من حبوب غير مخمّرة كعنصر تحكم، وكان تقييم أعضاء اللجنة الحسية التي تذوقت المنتجات الثلاثة، أن العينة المخمرة بالطريقة الجديدة كانت تحتوي على كثافة أعلى من نكهات الكاكاو، في حين أن العينة المخمرة بالطريقة التقليدية، كانت تحتوي على روائح تحميص أعلى، وكانت الشوكولاته المصنوعة من الحبوب غير المخمرة لها رائحة خضراء في المقام الأول، وصنف أعضاء اللجنة الحسية العينة المحضرة بالطريقة الجديدة، على أنها أحلى في الطعم، بينما كانت الشوكولاته غير المخمرة هي الأكثر مرارة.
وكشف تحديد مركبات الرائحة باستخدام جهاز كروماتوغرافيا الغاز (GC) وتقدير حجمها اللاحق بطريقة قياس الطيف الكتلي، عن مستويات أعلى من مركبات الشعير، وكميات أقل من مركبات الشواء المسماة «البيرازين» في الشوكولاته المحضرة بالطريقة الجديدة، مقارنةً بالتقليدية. وخلص الباحثون إلى أن الطريقة الجديدة تُنتج شوكولاته ذات رائحة وطعم جيدين، وبالتالي يمكن أن تكون بمثابة معالجة بديلة بعد حصاد ثمار الكاكاو.